اتفق الجيش السوري الحر المعارض وتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام الذي استولى على بلدة أعزاز الأربعاء على وقف إطلاق النار. واستولى تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام المرتبط بتنظيم القاعدة على هذه البلدة الواقعة في شمالي سوريا بعدما كانت خاضعة للجيش الحر المعارض. والاقتتال بين الطرفين هو أحدث مواجهة بينهما في ظل المخاوف من أن يتحول الصراع بين القوات الحكومية والمعارضة السورية المسلحة إلى حرب داخلية بين الفصائل المعارضة. ويقول مراسل بي بي سي في الحدود التركية السورية، بول وود، إن الطرفين اتفقا على تبادل السجناء وإعادة الممتلكات إلى أصحابها. ويضيف مراسلنا أنه من غير الواضح إن كان اتفاق وقف إطلاق النار في أعزاز سيكون له تأثير على المواجهات بين الطرفين في أماكن أخرى. ويقول محللون إن المواجهات بين الجيش الحر المعارض والمجموعات المسلحة الإسلامية توفر حظوظا إضافية بشأن تسليح الولاياتالمتحدة والقوى الغربية للجيش الحر المعارض إن اتضح أنه يختلف جذريا مع المسلحين الإسلاميين المتشددين. اتفاقية في هذه الأثناء يجري نائب وزير الخارجية الروسي سيرجي ريابكوف محادثات في سوريا حول اتفاقية تسليم الأسلحة الكيمياوية السورية لالتي تواجه بعض العقبات منها الاختلاف الروسي الأمريكي حول مضمونها. وكان وزير الخارجية الأمريكي جون كيري قد اتهم النظام السوري بالمسؤولية عن الهجوم الكيماوي في الغوطة الذي وقع الشهر الماضي وأودى بحياة المئات، استنادا إلى تفسيره لتقرير المفتشين الدوليين حول الهجوم، وهو ما ينفيه النظام السوري المدعوم من قبل روسيا. ويرغب الغرب في أن يتضمن أي قرار صادر عن مجلس الأمن الدولي حول الأسلحة الكيماوية السورية التهديد باستخدام القوة في حال عدم التزام سوريا بالاتقفاقية، لكن روسيا ترفض هذا. وكان الرئيس السوري بشار الاسد قد قال في مقابلة أجرتها معه محطة فوكس نيوز إن تدمير الأسلحة الكيمياوية قد يتطلب سنة كاملة وقد يكلف مليار دولار. "طريق مسدودة" ومن جهة أخرى، قالت صحيفة الغارديان البريطانية إن مراسلها أجرى مقابلة مع نائب رئيس الوزراء السوري، قدري جميل. وقال جميل "لا المعارضة المسلحة ولا النظام قادران على إلحاق الهزيمة بالمعسكر الآخر. إن ميزان القوى لن يتغير قبل فترة"، بحسب الصحيفة. وأضاف أن "نهاية كل تدخل خارجي وقف للنار وإطلاق عملية سياسية سلمية بما يمكن الشعب السوري من تحديد مستقبله بطريقة ديمقراطية وبدون نفوذ خارجي". ونقلت "الغارديان" عن جميل قوله إنه إذا تمت الموافقة على وقف إطلاق النار من قبل مسلحي المعارضة، خلال مؤتمر جنيف 2، فيجب أن يتم "تحت إشراف دولي" شرط أن يأتي المراقبون من دول "محايدة وصديقة". ومضى جميل قائلا إن الاقتصاد السوري عانى خسائر كارثية بسبب الحرب الأهلية التي ابتدأت في أوائل عام 2011. وقتل أكثر من 100 ألف شخص في النزاع الذي تشهده سوريا حسب الأممالمتحدة كما فر ملايين السوريين من البلد أو اضطروا إلى النزوح الداخلي. تراجع نفى الحزب الذي ينتمي إليه جميل التصريحات المنسوبة إليه في صحيفة الغارديان لكن الناطق الرسمي باسم حزب الإرادة الشعبية الذي يرأسه جميل قال في بيان وزع على وسائل الاعلام ونقلته وسائل إعلام رسمية "أنه لا صحة لما نقل على لسان الدكتور قدري جميل أمين عام الحزب في مقابلته التي أجراها مع الغارديان من أن الحكومة السورية ستطلب وقفا لإطلاق النار خلال مؤتمر جنيف." وقال الناطق الرسمي باسم الحزب "إن مراسل الغارديان لم يكن دقيقا ومهنيا وموضوعيا في نقل فحوى حديث الدكتور جميل بل قام باجتزائه وتشويهه وهو ما اقتضى التنويه." ويقول مراسل بي بي سي في لبنان، جيم موير، إن المعارضة المسلحة سترفض التصريحات المنسوبة لجميل لأنها تشكك بقوة في أي حديث عن إصلاحات ديمقراطية يأتي من مصادر حكومية.