كرداسة واحدة من أكبر مدن محافظة الجيزة، ارتبط اسمها كثيرًا بأحداث العنف التي شهدتها مصر عقب فض اعتصامي رابعة العدوية ونهضة مصر، واقتحام قسم شرطة كرداسة وإحراقه وقتل 13 من الضباط وأمناء الشرطة والجنود والتمثيل بجثثهم. وتضم كرداسة أكثر من 20 ألف نسمة، ومع تردد الأنباء عن تزايد نشاط الإسلاميين المسلح بها، تردد إعداد وزارة الداخلية خطة لاقتحام المدينة وإحكام السيطرة عليها لضبط منفذي عملية اقتحام وقتل ضباط الشرطة بقسم شرطة كرداسة. البداية في موقف كرداسة بالقرب من قسم الشرطة المتفحم تمامًا، توجد 6 سيارات تابعة لوزارة الداخلية وجميعها متفحمة بعد إشعال النيران بها. وعلى الجانب الآخر المواجه للقسم، يوجد سوق للخضراوات والفاكهة يسوده هدوء حذر، بينما بدت المحال التجارية موصدة الأبواب، فالجميع لا يعرف ما تخفيه الأيام لهم. أحاديث جانبية عرفت طريقها إلى الأرصفة، همهمة المارة لا تتوقف، فأحاديثهم عن إمكانية اقتحام قوات الأمن للمدينة يسيطر على هذه الأحاديث وتلك الهمهمة. أهالي المدينة «نعيش في حالة رعب مستمرة منذ فض اعتصام رابعة العدوية، نستيقظ كل صباح وجميعنا ينتظر دخول قوات الأمن للمدينة، بينما في الليل تتحول كرداسة إلى مدينة أشباح»، هذا ما قاله محمد. ن أحد شباب المدينة. ويضيف محمد: «مع دخول الليل ينتشر على الأسطح وفي الطرقات مجموعات لا نعلم إلى أي تيار سياسي ينتمون.. نراهم من شرفات المنازل يمشطون الأماكن.. يدخلون مرارًا وتكرارًا قسم الشرطة المحترق». «والله أنا متعاطف مع الإخوان بسبب اللي حصل فيهم رغم الخراب اللي في البلد»، بهذه الكلمات عبر محمود سائق توك توك عن شريحة متواجدة أيضًا في كرداسة، مضيفًا: عمليات الحرق والتدمير وقتل ضباط كرداسة تمت كرد فعل على حرق المساجد وفض الاعتصامات بالقوة. «محمود» أضاف: «الداخلية هي اللي عملت كدا وقتلت وحرقت ودفعت للناس فلوس.. شباب عاطل وبلطجية وبعض المنتمين للإخوان والتيار الإسلامي قتلوا الضباط انتقامًا من الداخلية»، متوقعًا احتجاز رهائن من الأهالي في حال دخول قوات الأمن لملاحقة هؤلاء، بل يسهل فرارهم إلى غرب المدينة حيث طريق إسكندرية الصحراوي ومنطقة جبل أبو رواش، على حد قوله. خيري مرسي، رئيس مركز ومدينة كرداسة، قال: إنه لم يعلم شيئًا عن اقتحام كرداسة من قبل قوات الأمن، لافتًا إلى أن الأمور في المدينة هادئة تمامًا بعكس ما ينشر في وسائل الإعلام المختلفة عن اضطراب الأوضاع الأمنية هنا وجميع الوحدات الخدمية تعمل بكامل طاقتها على مدار ال24 ساعة بشكل طبيعي وتوفر سبل المساعدة لسكان المدينة من خدمات صحية ومواد تموينية وأنابيب البوتاجاز. مرسي أضاف: «الوضع هادئ والدليل زيارة محافظ الجيزة وتواجده في كرداسة لافتتاح مدرستين في بني مجدول وكان برفقته اللواء أسامة شمعة نائب المحافظ.. وبالتوازي مع فض اعتصامي رابعة والنهضة بدأنا مع الأهالي في تشكيل لجان شعبية؛ لتأمين المدينة وخاصة مع اقتراب موسم الدخول إلى المدارس». وما بين هذا وذاك، كشف مصدر أمني بوزارة الداخلية ل«الشروق» أنهم أعدوا خطة محكمة بالتنسيق مع القوات المسلحة لتطهير كرداسة وملاحقة من قاموا بحرق المنشآت الشرطية، وتقديمهم للعدالة وعودة الأمن والاستقرار، أسوة بقرية دلجا بالمنيا.