أربع نصوص للفصة القصيرة جدًا للكاتب شريف سمير رجل عجوز جدا على دراجة هوائية ليس غريبا أبدا أن أتحول إلى هذا الرجل، فلدي بالفعل دراجة هوائية، ونحيل مثله، وأعتقد أني سأنكمش لأصير في مثل طوله، سيصيبني الصلع، وسأرتدي طاقية صوفية لأتقي البرد، سأبدّل ببطء، وأنظر خلفي قبل أن أعبر الطريق، لأني لن أريد أن أموت، ليس قبل أن تتوقف البنات عن الجمال، ليس غريبا أبدا أن أنتهي إليه، وربما أفضل، لأني أود كثيرا عندما أصير رجلا عجوزا جدا على دراجة هوائية أن أوحي لشاب جالس على مقهى بنهايته.
لذلك أنتظر هذا ليس غريباً، شيء منطقي، ما دام الموظفون صما بكما والساعي مقعد والسكرتيرات كفيفات فلابد أن يكون المدير هكذا بلا أطراف تماما. أخذ يتأملني، يتجهم، قلت: جئت من أجل الوظيفة. - ألم تعرف الإعلان كله ؟ - بلى، ولكني ظننت أنها وظيفة قد تحتاج كل الأعضاء و الحواس. - اخرج حالاً عند الباب قال الرجل ذو الكرسي المتحرك: يا بنى ليست لك فرصة، أنت سليم تماماً للأسف. فتارين المحلات تعكس صورتي، عينان، أذنان، ذراعان، ساقان، كأن محرك الشعور في نفسي قد توقف، لا أجد شعورا أيا كان، فقط أخطو مبتعدا.
الوقت غريب الأطوار معي عندما دخلت إلى السينيما من التاسعة صباحا وشاهدت الفيلم ثلاث مرات، بقي موجودا. وعندما قررت العودة تمشية ووقوفا وجلوسا، بدأ يتمشى ويقف ويجلس. أفكر أن هذا ربما لا يكون هاما بالفعل، كل ما هنالك أنى أشعر بالقلق لجهلى مقدار ما تبقى، فأجد صعوبة فى مسايرة جدول الأولويات الذى وضعته لى أمي.
غزل فوق، من شرفة الطابق الخامس، رأيت أربعة فتيات تمشين في الشارع، من الأعلى أرى الشعر الأسود والأصفر، المسيّب والملفوف تندفع أمامه وخلفه الأثداء والأرداف، قفزتُ، في الهواء أجاهد لأجعل ظهري للأسفل، أصطدم بسقف السيارة المحاذية للرصيف، يتدلى رأسي على زجاجها الأمامي مفتوح الفم والعينين، والدّم ينساب كنهر من شعري على زجاج السيارة ومسّاحاتها ومقدمتها التي تفصلها عن الفتيات خطوة واحدة.