تسبب استمرار حظر التجول الذى بدأ فى 19 اغسطس فى زيادة تكاليف انتاج مواد البناء وهى الضغوط التى تأتى بعد زيادة سابقة لتكاليف الطاقة لتلك المصانع مما دفعها إلى رفع أسعار منتجاتها، وهى الزيادة التى تزامنت مع ضعف الطلب فى السوق الأمر الذى كبد التجار بالخسائر. «الحظر جعلنا نعتمد على نقلة «طفلة» واحدة بدل نقلتين فى اليوم، وهو ما قلل من حجم إنتاجنا من الطوب وزاد من تكاليفه، بالإضافة إلى نقص المازوت المتاح وبيعه لنا بأسعار تتراوح بين 1900 و2000 جنيه، علاوة على الارتفاع الأخير أسعار الغاز الطبيعى» كما يقول سيد رمضان، مالك أحد مصانع الطوب فى كفر الزيات، موضحا أن تلك العوامل هى التى دفعت مصانع الطوب إلى زيادة سعر ال1000 طوبة من 280 جنيها إلى 310 جنيهات، بالرغم من الركود فى سوق مواد البناء «الطوب مالى الدنيا والطلب عليه قليل، وستستمر أسعاره فى الارتفاع طالما أن هناك اضطرابات فى البلد». وكان حاتم صالح وزير الصناعة والتجارة السابق، قد أعلن عن خطة لإعادة هيكلة أسعار الطاقة تشمل رفع سعر الغاز لمصانع الطوب من 3.5 دولار للمليون حدة حرارية إلى 4 دولارات فى يونيو الماضى، كما تم رفع أسعار المازوت لتلك المصانع إلى 1600 جنيه غير شاملة مصروفات النقل. ويشير رمضان إلى أنه يتكبد خسائر بسبب صعوبة نقل منتجاته إلى الأسواق التى يوزعها إليها بسبب استمرار حظر التجوال «أنتج فى كفر الزيات وأبيع معظم إنتاجى فى الاسكندرية وهى المسافة التى يصعب النقل إليها فى ظل ضغوط الحظر». من جهة أخرى يقول تجار للأسمنت إن استمرار حظر التجوال شجع المصانع على رفع أسعارها، تحت دعوى أن مصاعب النقل تزيد من تكاليف الإنتاج، وهو ما اضطر التجار إلى بيع الأسمنت بأقل من سعر تسليم المصنع للحفاظ على عملائهم فى ظل ضعف الطلب «سعر طن الأسمنت بعد النقل من المصنع يصل إلى 640 جنيها، ونبيعه ب570 جنيها، حتى لا نخسر صغار التجار»، وفقا لعبدالعزيز قاسم، عضو شعبة مواد البناء بغرفة القاهرة التجارية، الذى توقع أن تعود أسعار الأسمنت إلى الاستقرار بعد وقف الحظر. وانعكست مشكلات النقل فى ساعات الحظر على سوق الحديد والزلط أيضا، رغم استقرار أسعارهم، «لا نجد بعض المقاسات فى الحديد، مثل ال12 ملى وال10 ملى، وعندما تتوافر لا نجد مقاسات أخرى، ونفس الوضع فى الزلط، تجد أنواع دون أخرى»، وفقا لقاسم مضيفا «تواجه الخامات مشكلة فى النقل، وصناع الحديد يضطرون أحيانا لدفع غرامات للسفن الراسية فى الميناء لتأخرهم فى نقل الحديد الخام، وهى نفس مشكلة نقل الزلط من محاجر الصعيد، توقف بالليل وزحام بالنهار». من ناحية قال صرح أحمد الزينى، رئيس شعبة مواد البناء، بأن الغرفة ستعقد اجتماعا مع بداية الأسبوع القادم، لمناقشة ارتفاع الأسعار، وكيفية مواجهة هذه الأزمة، معتبرا أن «سوق الاستثمار العقارية أُصيبت بالشلل»، وأشار الزينى وجود استغلال من المنتجين للظروف التى تمر بها البلاد، وأن الحظر وأسعار الطاقة «لا يسببان كل هذه الزيادة فى الأسعار».