توفي الشاعر الكردي الشهير شيركو بيكس عن عمر يناهز الثالثة والسبعين في العاصمة السويدية ستوكهولم بعد معاناة مع المرض. ولد بيكس في مدينة السليمانية بكردستان العراق عام 1940 وهو ابن الشاعر الكردي المعروف فائق بيكس. أصبح بيكس منذ عام 1970 ضمن نخبة من الشعراء والأدباء من رواد الحداثة الشعرية والأدبية بلغة ابداعية جديدة. وتجاوز عدد أعماله الإبداعية خمسا وثلاثين مجموعة شعرية بدءا من عام 1968 منها "شعاع القصائد" و"هودج البكاء" و"باللهيب أرتوي" و"الشفق والهجرة" و"مرايا صغيرة" و"الصقر" و"مضيق الفراشات" و"مقبرة الفوانيس" و"فتاة هي وطني" وغيرها. وترجمت منتخبات من قصائده إلى لغات عدة كالإنجليزية والسويدية والفرنسية والالمانية والدنماركية والهولندية والرومانية و المجرية والتركية والبولندية والإيطالية والفارسية. اختيرت إحدى قصائد بيكس مع نبذة من حياته حيث تدرس كمادة في كتاب انطولوجيا في كل من الولاياتالمتحدة وكندا للمرحلة الأولى من الدراسة المتوسطة منذ عام 1988. وتحققت للشاعر شهرة عالمية، فقد حصل على جوائز عالمية عديدة من بينها جائزة 'توخولسكي' السويدية عام 1987، وجائزة 'بيره ميرد'، و جائزة 'العنقاء الذهبية' العراقية. ومما يسترعي الانتباه في شعره، أن هاجسه خلق الأشياء الجميلة من خلال أناقة اللغة ورشاقة المفردات، وبذلك أحدث ثورة واعية في الشعر الكردي المعاصر، مما جعله يحتل مكانة متميزة في قلب الشارع الكردي. وحول موقفه من أحداث الثورات التي شهدها العالم العربي، قال بيكس في مقابلة مع صحيفة القدس العربي إن "اللغة والقصيدة لا تستطيعان فعل أي شيء أمام هذا الحدث الكبير.. بحيث لا نستطيع أن نقارن اكبر قصيدة بنقطة دم لطفل بريء في حمص". وأضاف "اعتبر نفسي مسؤولا عن كل شيء يجري في هذا العالم، و لكنني انظر للأحداث بمنظور شاعر كردي، و لذلك حينما أرى طفلا في الصومال أتجاوز الحدود و أعتبره طفلي و هو يموت جوعا. أو شاب منتفض في ساحة التحرير بالقاهرة. أرى هؤلاء جميعا على طاولتي عند الكتابة وهم شاخصون أمام ناظري و في قلبي و في كتاباتي، لذلك لا استطيع أن أنأى بنفسي عن إنسانية الشعر فهذا غير ممكن".