ناقش حازم الببلاوي، رئيس مجلس الوزراء، الأزمة السياسية وسبل فض اعتصام أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي، والمشكلة الاقتصادية في مصر، مع ممثلي القوى والأحزاب السياسية، خاصة جبهة الإنقاذ، خلال اجتماع عقد أمس السبت. وأكد «الببلاوي»، في تعليقه على الاجتماع، أن «الحكومة تبذل قصارى جهدها لعدم استخدام القوة، حفاظًا على أرواح المصريين»، مضيفًا أن «الاجتماع ناقش تطورات الأوضاع الداخلية، وتبادل وجهات النظر حول أفضل السبل للخروج من الموقف السياسي الراهن، مع تأكيد الالتزام ببنود خارطة الطريق التي وضعتها قوى الشعب، بعد 30 يونيو». من جهته، قال محمد أبو الغار، رئيس الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي، إن الاتجاه الذي ساد في الاجتماع هو التشديد على ضرورة فض الاعتصام بأقل خسائر، موضحًا أن «الحكومة ليست طرفًا في أي تهدئة أو مبادرة سياسية لأن الإخوان لم يقبلوا الحديث سوى مع الخارج فقط». وقال عبد الغفار شكر، رئيس حزب التحالف الشعبي الاشتراكي: إن «الببلاوي»، ونائبه زياد بهاء الدين، أكدا أن الدولة غير مترددة في تنفيذ قرار فض الاعتصام، لكنها تدرس بعض التوازنات بهدف تقليل الخسائر بقدر الإمكان. وأكد «شكر» أن «فض الاعتصام سيتم بعد انتهاء عيد الفطر؛ لأن فضه هذه الأيام توقيت غير مناسب، وسيزيد من حدة المواجهات والدماء، والحكومة لديها أمل في أن يقل عدد المتظاهرين كلما مر الوقت، خاصة من النساء والأطفال، بما يقلل من الخسائر». فيما طرح حمدين صباحي، المرشح الرئاسي السابق، رؤية التيار الشعبي المصري بشأن دور الحكومة في المرحلة المقبلة، والإجراءات المطلوبة في التعامل مع الوضع الأمني الراهن، والموقف من الاعتصامات، ومواجهة الإرهاب في سيناء. وفي رؤيته للاقتصاد طالب التيار الشعبي بإعادة النظر في بنود الموازنة وتعديلها لصالح توجهات أكثر انحيازًا للعدالة الاجتماعية والإنفاق في مجالات الصحة والتعليم، وإلغاء فوضى تعيين المستشارين بالدولة والمد فوق السن، إعادة تشغيل المصانع الخاصة المغلقة، وتشغيل المصانع التي أعادها القضاء المصري لإدارة الدولة. وأكد التيار الشعبي دعمه للحق في التظاهر والاعتصام والإضراب وكل سبل التعبير السلمي عن الرأي، مضيفًا في خطاب سلمه لرئيس الوزراء، «نعتقد أنه صار واضحًا ضرورة فض اعتصام مؤيدي مرسي في رابعة العدوية والنهضة كمطلب شعبي، نظرًا لما يمثلانه من تهديد لأمن وسلامة الوطن، خاصة بعد ظهور شواهد ومعلومات حول وجود أسلحة داخل الاعتصام، واستخدامها كغطاء لعمليات عنف وتعذيب». من جهتها، قالت مصادر بمجلس الوزراء، إن تغيب ممثلين من التيارات الدينية عن اللقاء هدفه تجنب الاشتباك أو الاختلاف، في أولى الاجتماعات التي يعقدها رئيس الوزراء مع القوى السياسية، بهدف الوصول إلى دعم سياسي وتوفير الغطاء الشعبي لعمل الحكومة. وأوضحت المصادر أن «الببلاوي» أكد أنه سيعقد خلال الفترة المقبلة لقاءات مع ممثلين عن التيارات الإسلامية المختلفة والقوى السياسية التي لم تشارك في الاجتماع الأول. وأدار اللقاء نائبا رئيس الوزراء، حسام عيسى، وزياد بهاء الدين، وكان من بين الحضور السيد البدوي، رئيس حزب الوفد، وأسامة الغزالي حرب، رئيس حزب الجبهة، وأحمد سعيد، رئيس حزب المصريين الأحرار، وسامح عاشور، نقيب المحامين، وعبد الجليل مصطفى، المنسق الأسبق لحركة كفاية والقيادي بجبهة الإنقاذ، وآخرون.