شهدت محافظات مسيرات ومظاهرات مؤيدة للرئيس السابق محمد مرسي، مساء أمس، ضمن فاعليات ما أطلقوا عليه جمعة «ضد الانقلاب»، وسط أجواء محتقنة ومتوترة، ففي المنيا، تظاهر أنصار جماعة الإخوان والتيارات الإسلامية المتحالفة معها حتى فجر أمس، كما أصيب 7 مواطنين أقباط، عندما هاجمهم المتظاهرون. وأثار بيان صادر عن حركة تطلق على نفسها «نضال»، فزعًا بين المواطنين الأقباط، لتهديده باستهداف الكنائس والمنشآت الحيوية، في حالة فض اعتصامي «رابعة العدوية» و«النهضة» بالقوة، وهو ما دفع أجهزة الأمن لتكثيف تواجدها أمام المناطق المعرضة للتهديد، وعززت تواجدها أمام ديوان عام المحافظة، ومديرية الأمن، وأقسام ومراكز الشرطة، والبنوك، ومبنى هيئة الرقابة الإدارية. وعرفت حركة نضال نفسها في البيان الذي أطلقت عليه «رقم 1»، بأنها «حركة إسلامية ترفض العلمانية، وتنصر المظلومين، وترفع راية التوحيد»، مؤكدة أنها ستلجأ لاستهداف المرافق العامة والشرطة والكنائس، إذا تم فض اعتصامات مؤيدي مرسي بالقوة، كما اعتبرت أن «ما تشهده البلاد من تكرار الاعتداءات على كل ما هو إسلامي، والتهديد بفض الاعتصامات بالقوة، ونسب أعمال عنف وهمية إلى التيار الإسلامي، وسياسة الكيل بمكيالين، والتحريض على الإسلاميين، وهو ما جعلنا نقرر أنه في حالة حدوث أي اعتداء على الاعتصامات أو المسيرات السلمية، أو التعرض لأي مسجد، سوف يتم استهداف مديريات الأمن، ومراكز الشرطة، وأفراد ورجال الأمن، وكذلك الكنائس والقساوسة». وأضاف البيان «كما سيتم قطع السكة الحديد، وتعطيل المرافق العامة، واستهداف البنوك والمباني التابعة للإذاعة والتليفزيون، ومجمع المصالح الحكومية والمحاكم»، ثم اختتمت الحركة بيانها بعبارة «قد أعذر من أنذر.. وإن عدتم عدنا». وأغلقت مسيرة القوى المؤيدة لمرسي، الطرق الرئيسية في مدينة المنيا، وهو ما أدى إلى نشوب مشاجرات بين التجار والمتظاهرين، فيما فرضت قوات الأمن كردونًا حول قرية نزلة عبيد، ذات الأغلبية المسيحية، والواقعة شرق النيل، بعد إصابة 6 من مواطنيها، وتحطيم زجاج 4 سيارات فيها، من جانب أنصار مرسي، وتحرر عن الواقعة المحضر رقم 15865 لسنة 2013 جنح مركز المنيا. وانطلقت مسيرة لمؤيدي الرئيس السابق من موقف أرمنت بمدينة الأقصر، مساء أمس الأول، تضم الرافضين لما وصفوه ب«الانقلاب العسكري»، بينهم شباب ينتمون إلى «الألتراس»، وحركة تطلق على نفسها «مرشدين سياحيين ضد الانقلاب»، حيث طافت المسيرة الشوارع من شرق خط السكك الحديد إلى غربه، وصولًا إلى ميدان أبو الحجاج بوسط المدينة، رافعين لافتات مؤيدة لمرسي، ومطالبة بإعدام من وصفتهم ب«قادة الانقلاب»، ومحاكمة المتهمين بقتل المتظاهرين في طريق النصر ودار الحرس الجمهوري. ونظم مؤيدو مرسي مظاهرة في شوارع مدينة قنا، ضمن فاعليات جمعة «ضد الانقلاب» التي دعت لها جماعة الإخوان والتيارات الإسلامية المتحالفة معها، والتي هتفت «إسلامية إسلامية رغم أنف العلمانية»، و«بالروح بالدم نفديك يا إسلام». وتسببت المسيرة في تعطل حركة المرور بوسط المدينة، وتكدس مئات السيارات، وهو ما أثار غضب الأهالي، الذين خرجوا لشراء ملابس العيد من محال وسط المدينة، كما شكا عدد من أصحاب المحال من تأثير المسيرات والاعتصامات على حركة البيع والشراء هذا العام، بالإضافة إلى اضطرار عدد من التجار الأقباط لإغلاق المحال الخاصة بهم، خوفًا من تعدي المتظاهرين عليهم. وفي الفيوم، اشتبك عدد من أهالي المدينة بالأسلحة النارية بين مسيرة لجماعة الإخوان، وهو ما أسفر عن إصابة 6 أشخاص من الطرفين، بعضهم بطلقات نارية، وذلك أثناء مرور المسيرة في وسط المدينة قادمة من مسجد المعلمين، عقب أداء صلاة القيام، حيث هاجم عدد من المتظاهرين مقهى فؤاد، المملوك لأحد المعارضين للإخوان، وحطموا الكراسي. وفي المقابل، هاجم مجهولون مستشفى مكة التخصصي المملوك للقيادي الإخواني أحمد عبد الرحمن، نائب «الشورى» السابق، وهو ما أدى لوقوع اشتباكات مع موظفي المستشفى، أسفرت عن تحطيم الواجهة، وإصابة موظف في الصيدلية، فيما تدخلت قوات الشرطة للسيطرة على الموقف، وأطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع على الطرفين. وشهد شارع شبين الكوم في مدينة الإسماعيلية اشتباكات بين مؤيدي ومعارضي الرئيس السابق، أمس الأول، أثناء مسيرة لجماعة الإخوان عقب صلاة التراويح في مسجد الصالحين، وتبادل الطرفان التراشق بالحجارة، وأعيرة الخرطوش، وهو ما أسفر عن إصابة الناشطين خالد كامل ومحمد جمال بجروح قطعية وكدمات في الوجه والرأس والجسم. وقال كامل: إن الإخوان دفعوا بأنصارهم في الشوارع الخلفية أثناء المسيرة، وخلال مرورها من أمام مدرسة الموهوبين، فوجئ باعتداء 15 شخصًا عليه بالضرب والسحل، في محاولة لجذبه إلى مقر الاعتصام لتعذيبه، إلا أن أهالي المنطقة تدخلوا لتخليصه من أيديهم، موضحًا أن المعتدين سرقوا حافظة نقوده وبطاقته الشخصية وتليفونه المحمول، كما أشار إلى أنه أصيب بخرطوش في العين منذ 4 أيام. وفي الوادي الجديد، نظم أعضاء جبهة 30 يونيو والقوى الثورية الأخرى، مظاهرة في ميدان البساتين بمدينة الخارجة، لتأكيد دعم وتأييد القوات المسلحة والشرطة في مواجهة العنف والإرهاب، والتمسك بمكتسبات الثورة، واستكمال تنفيذ خارطة الطريق. وطالبت الجبهة في بيان لها، بإنهاء اعتصامات الإخوان في «رابعة العدوية» و«النهضة»، ومراجعة الاتفاقيات التي وقعتها جماعة الإخوان مع الحكومة التركية، وتوجيه الرئاسة رسالة إلى الولاياتالمتحدة بأن مصر لا تحتاج إلى المعونة، مع عدم السماح لها أو لغيرها بتجاوز الحدود في العلاقات، كما انتقدت استخدام الأطفال كدروع بشرية في اعتصامات الإخوان، معتبرة أنه مشهد دخيل على الشعب. ومن جهتهم، نظم أعضاء التحالف الوطني لدعم الشرعية، مسيرات ومظاهرات في شوارع مدينة الخارجة؛ للمطالبة بعودة الرئيس السابق، وإدانة سقوط ضحايا في اشتباكات «الحرس الجمهوري» وطريق النصر في القاهرة. وأصدر التحالف بيانًا بعنوان «أنا مش إرهابي»، أكد فيه أن «فاعليات التظاهر مستمرة لإسقاط الانقلاب العسكري الظالم على الشرعية، وقمع الحريات والرأي، ومحاولة إعادة الشعب لسطوة ومذلة الحكم العسكري»، كما أكد «سنظل صامدين وصابرين حتى يتحقق النصر».