أقر الرئيس الجديد لفرقة باليه البولشوي الروسية الشهيرة بأنه يواجه "تحديات صعبة"، وذلك في أعقاب سلسلة من الفضائح التي شملت هجوما بمادة حمضية على مدير الفنون في الفرقة. وقال رئيس الفرقة الجديد فلادمير يورين لبي بي سي إن مثل هذه الأحداث "هي الآن من الماضي" وقد تم تعيينه في هذا المنصب في وقت سابق هذا الشهر بعد أن قالت وزارة الثقافة الروسية إن مسرح البولشوي يحتاج إلى "تجديد". ومن المنتظر أن يبدأ مسرح البولشوي في عرض جديد يستمر لثلاثة أسابيع في دار الأوبرا الملكية في لندن للاحتفال بالذكرى الخمسين لإنشائه. لكن في الشهور الأخيرة تلطخت سمعة مسرح البولشوي بسبب مزاعم بالصراعات والنزاعات الداخلية، فضلا عن الاعتداء على مدير الفنون سيرجي فيلين الذي ألقى رجل ملثم مادة حمضية على وجهه. كما تم فصل راقص الباليه المخضرم نيكولاي تسيسكارديز الذي كان في صراع مفتوح مع المسرح منذ ذلك الهجوم. وقالت الرائدة في العزف المنفرد سفيتلانا لونكينا لصحيفة روسية إنها انتقلت إلى كندا وسط مزاعم بوجود تهديدات لزوجها. وقال يورين لبي بي سي: "كل مسرح يمر أحيانا بأوقات صعبة، فهي أمور طبيعية في الحياة البشرية. ونحن كبشر، بعضنا قد يكون لديه لحظات مجيدة، وبعض الأحداث المأساوية. وأنا واثق أن كل هذه الأحداث التي وقعت في حياة مسرح البولشوي والتي أذهلت كل العالم، أصبحت الآن من الماضي." وقال يورين، بعد أن قضى عشرة أيام فقط في منصبه الجديد، إنه لم تتح له الفرصة بعد للنظر في تاريخ المشكلات الأخيرة لمسرح البولشوي. وأضاف: "أنا فقط بحاجة إلى مزيد من الوقت لفهم أساسيات ما حدث." أشياء غير حقيقية ورغم ذلك، ومع إقراره بأن سمعة البولشوي قد شوهت من خلال بعض الخلافات، قال يورين إنه يعتقد أن ذلك الأمر لم يكن عادلا. وأضاف: "في كثير من الأوقات كانت تشاع اأشياء غير حقيقية، وهذا لا يعني أن بعض الأشياء لم تقع، فقد وقعت بالفعل لكن كانت هناك الكثير من الشائعات حول هذه الأحداث، وكان هناك تقييم خاطئ لما كان يجري." "وما هو مهم جدا الآن بالنسبة للأشخاص المتعلقين بالمسرح هو ما سوف يرونه على خشبة المسرح. وأنا واثق من أنه لو تم تنظيم الحياة الإبداعية للشركة بطريقة جيدة، فسوف أنتج أعمالا إبداعية مهمة، وحينها سيكون كل شيء على ما يرام." وتمت إقالة رئيس المسرح السابق أناتولي اكسانوف من منصبه قبل انتهاء عقده بعام كامل، حيث اتهم بسوء إدارة أموال تجديد مسرح البولشوي، والتي بلغت نحو مليار دولار، والتي أستخدمت على مدار أعوام وفقا لجدول زمني ووفقا للموازنة. وقال وزير الثقافة الروسي فلادمير ميدينسكي: "كان هناك وضع صعب بالنسبة للمسرح والفرقة، وكان كل شيء يشير إلى الحاجة إلى التجديد." وأضاف يورين: "وكما هو الحال دائما في عالم الباليه، فنحن بحاجة إلى دماء جديدة، ليس فقط من الراقصين ولكن أيضا من مصممي الرقصات والمخرجين أيضا." وتابع: "ولن نقول وداعا لمثيري المشاكل إذا كانوا راقصين متميزين، وأنا متأكد أننا ينبغي أن نكون قادرين على إيجاد لغة مشتركة للعيش معا." وجاءت تعليقات يورين في نفس اليوم الذي أدلى فيه فيلين بتصريحات لصحيفة ديلي تليغراف بأنه خضع لتوه للجراحة رقم 22 بعد حادث الهجوم عليه في شهر يناير/كانون الثاني. وقال فيلين للصحيفة: "بعض التفاؤل الذي كان لدينا قبل ذلك لم يكن له مبرر، فعيني اليمنى لا ترى شيئا على الإطلاق، وعيني اليسرى تعمل بنحو 10 في المئة." وأضاف: "يمكنني أن أميز الضوء والظلام، ويمكنني أن أحدد الوجوه، لكنني أريد أن أؤكد على حقيقة أن أطبائي متميزون، وهناك خطة للعلاج. وهناك أمل في أن عيني اليسرى بالتحديد يمكن أن تتحسن."