فى الوقت الذى تتناول فيه كثير من مسلسلات رمضان فترة ونظام حكم الاخوان يأتى مسلسل «على كف عفريت» ليسير فى اتجاه آخر، حيث يتناول ويدين نظام مبارك بالتعرض للشريحة التى كانت تستفيد من حكمه والتى تأثرت بشكل بالغ بوقوعه هو واعوانه.. فهل هذا الامر اثر على نسبة الاقبال على العمل خاصة فى مثل هذه الظروف التى يشهدها الشارع المصرى الآن.. سألت مؤلف العمل يحيى فكرى فقال: •لا اعتقد هذا، خاصة ان العمل الدرامى يجب ألا ننظر اليه نظرة سياسية بل هو عمل درامى يعكس نظرية مؤلفه وصناعه وكوننا ننتقد نظام مبارك يعد امرا ايجابيا لصالح العمل فى التأكيد انه يجب ألا ننسى ان كل ما نحن فيه الآن سببه الرئيسى هو نظام مبارك الذى امتد لأكثر من 30 عاما وهذا اعطانا ميزة كوننا لا نعد جزءا من موجة المسلسلات التى تنتقد نظام حكم الاخوان المسلمين هذا الموسم. وقال كان مخططا ان يعرض المسلسل العام الماضى، وكانت بالفعل هناك موجة لانتقاد نظام مبارك خاصة ان صناع الدراما كانوا مهتمين بالثورة لأنه الحدث الطاغى فى مصر ولأننا نرفض ان نكون جزءا من اى موجة تنتقد اى نظام فلقد فكرت فى التعرض للثورة المصرية من زاوية مختلفة بالتعرض لهذه الشريحة من رجال الاعمال والوزراء فى عهد نظام مبارك وأسرهم ورصد تأثير احداث الثورة عليهم وهم الذين كانوا ينعمون فى خير النظام السابق على حساب فئات المجتمع كله. وبسؤاله هل كان المسلسل سيحقق تأثيرا اكبر اذا تم عرضه الموسم الماضى حينما كان يحظى نظام مبارك بالغضب الأكبر للشعب المصرى فأجاب قائلا: نحن نعيش حالة ثورية بدأت يوم 25 يناير وتم استكمالها 30 يونيو ولم تنته والغضب يتراكم حتى يحقق الشعب المصرى طموحاته فلا ننسى ان البداية كانت غضبا على نظام مبارك ثم المجلس العسكرى ورفض حكم العسكر ثم رفض حكم الاخوان وهكذا الثورة مستمرة وهذا يترجم معنى اسم المسلسل «على كف عفريت» فنحن نقول ان مصر تعيش على كف عفريت منذ تنحى مبارك عن الحكم وكل شىء تحت قيد الاحتمالية. لماذا لم يتم التصريح بشخصيات حقيقية فى العمل من رموز نظام مبارك او الشخصيات المستفيدة منه سألته فقال: لأن القصة غير حقيقية ومن وحى خيالى فأنا لم اكن مع هذه الشريحة ولا اعلم كيف تصرفوا اثناء الثورة وماذا كانت مشاعرهم وعليه كل الاحداث فى العمل نسجتها من خيالى حتى اننى اختلقت مارينا الغردقة وهو مكان لا وجود له لتدور الاحداث فيه ورغم ان الحقيقه الوحيدة فى هذا العمل سفر هذه الشريحة لحظة اندلاع الثورة من القاهرة خوفا على حياتهم، لكن ماذا كان يدور فى عقولهم فى هذا الوقت وموقفهم من الثورة كله من تأليفى ورؤيتى الخاصة وعليه لم يكن مناسبا ان اتعرض لشخصيات حقيقية فى المسلسل، وربما هذا يحدث بعد عشرة اعوام حينما يُقدم احدهم على كتابة مذكراته وحينها سنعلم ماذا كان يدور. اختيار خالد الصاوى وهو المعروف بعدائه الشديد لنظام مبارك ومشاركته منذ اللحظة الاولى لمظاهرات 25 يناير التى طالبت بإسقاطه كان مناسبا من وجهة نظره ليلعب دور أحد الفلول فى مسلسله سألته فقال: خالد الصاوى مناضل سياسى وثورى ولكنه فى نفس الوقت فنان قادر على التعبير بإحساسه وموهبته لكل الشخصيات وترجمة المحتوى الدرامى والعمل كله ينحاز للثورة وضد الفلول وحينما يلعب الصاوى دور احد فلول النظام السابق فهو هنا يوضح للمشاهد جرائم هذه الشريحة فى حق مصر.