اغتيل اليوم مؤسس حزب التيار الشعبي التونسي، والنائب في المجلس الوطني التأسيسي، محمد البراهمي، بعد إطلاق النار عليه في حي الغزالة في محافظة أريانة، بحسب ما أفادت الأنباء. وعثرت الشرطة عليه مصابا في منزله بعد أن أطلق مجهولون عليه إحدى عشرة طلقة نارية. وقال شوشان خليفة، المكلف بالإعلام في "التيار الشعبي" الذي أسّسه البراهمي في منتصف الشهر الجاري إن مجهولين هاجموا البراهمي داخل منزله وأمطروه بعدة رصاصات ثم لاذوا بالفرار. وعلى إثر حادثة الاغتيال، أصدر رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي بيانا ندد فيه بالحادثة واعتبرها عملا جبانا ودنيئا. وطالب الغنوشي الحكومة ووزارة الداخلية بسرعة القبض على المجرمين. التيار الشعبي ولد البراهمي في عام 1955 بولاية بوزيد، وأنهى دراسته الجامعية في مجال المحاسبة في عام 1982. وعمل البراهمي في ميدان التدريس لمد عامين، كما قضى نحو ثماني سنوات في العمل في السعودية. وبدأ مسيرته السياسية بالانضمام خلال دراسته الجامعية إلى حركة الطلاب العرب التقدميين الوحدويين، وظل بها حتى أسس هو نفسه حركة الوحدويين الناصريين التي كانت محظورة وتعمل سرا. وعندما نشبت الانتفاضة التونسية، أسس البراهمي حركة الشعب، التي كان أمينها العام حتى السابع من يوليو/تموز، حين أعلن استقالته منها، هو وعدد آخر ليؤسسوا التيار الشعبي. وبرر البراهمي استقالته من الحركة بالعطل التنظيمي والسياسي للحركة. وقد اعتقل البراهمي مرتين في عهد الرئيس التونسي الأسبق الحبيب بورقيبة، ثم برأته المحكمة مما نسب إليه. وكان البوليس السياسي في عهد الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي يتابع تحركاته باستمرار بسبب نشاطه المناهض للنظام. ويحظى البراهمي بشعبية كبيرة في ولاية سيدي بوزيد، مسقط رأسه، وكانت شعبيته سببا في وصوله إلى المجلس الوطني التأسيسي نائبا عن الولاية. وعرف البراهمي بمواقفه المنتقدة لحركة النهضة والإخوان المسلمين. وكان يحمل حركة النهضة مسؤولية تدهور الأوضاع في تونس، كما أنحى عليها باللائمة سياسيا وأخلاقيا في اغتيال شكري بلعيد، الأمين العام السابق لحزب الوطنيين الديمقراطيين الذي اغتيل في فبراير/ شباط الماضي.