أثار إغلاق القنوات الدينية حالة من الجدل فى الأوساط الإعلامية، ودفع منظمة العفو الدولية إلى التحفظ على قرار إغلاق تلك القنوات رغم إعلام المسئولين فى مصر أن الإغلاق يأتى لدرء الفتنة وبشكل مؤقت. وقال شكرى أبوعميرة رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون أن قرار الغلق صدر عن جهات سيادية بهدف حماية البلاد من حالة فتنة قد تشارك فيها هذه القنوات بطريقة أدائها الخارج عن أصول المهنية، ومؤكدا أن الإغلاق لفترة مؤقتة، كما جاء فى بيان الجهات الأمنية، وأن تلك القنوات ستعود سريعا لمزاولة نشاطها.
ومن جانبه رفض ياسر عبدالعزيز الخبير الإعلامى الطريقة التى تم بها إغلاق أو تعطيل أى وسائل إعلام بإجراءات إدارية دون الحصول على حكم قضائى، وطالب السلطات المعينة بضرورة إطلاق الصحفيين والإعلاميين الذين تم القبض عليهم، طالما لا يوجد مبرر قانونى لتوقيفهم.
كما عبر عبدالعزيز عن انزعاجه الشديد من بعض أنماط الأداء الإعلامى للقنوات التى تم إغلاقها، ووصف بعض الممارسات فى تلك القنوات بأنها غير مهنية بالمرة وتحرض على الفتنة الطائفية، كما دعا إلى ضرورة إرساء نظام إعلامى يعمل على إعطاء تلك القنوات حريتها، ويحد من الممارسات الضارة التى ترتكبها فى الوقت ذاته.
وناشد الخبير الإعلامى السلطات بسرعة إعادة تلك القنوات إلى العمل بمجرد انتهاء الأحداث والفترة الاستثنائية الخطيرة التى نمر بها راهنا.
وأكدت د. ليلى عبدالمجيد الأستاذة بكلية الإعلام جامعة القاهرة أنه من حيث المبدأ فهى ضد إغلاق أى نافذة إعلامية، ولكن فى ظروف غير عادية التى نعيشها، فهناك بعض القنوات التى كانت تلعب على دفع الناس بالاقتتال الأهلى، وهو ما توجب إعلاء مصلحة البلد بإجراء استثنائى بإغلاق تلك القنوات.
وأشارت عبدالمجيد إلى أن تلك القنوات لعبت دورا خارجًا عن حدود دور الإعلام، بحثهم الشعب على العنف وكان من الممكن أن تكتفى بالدفاع فقط عن الرئيس وتأييدها له بعيدا العنف.
وأكدت أنها تتمنى أن يعود بث تلك القنوات سريعا بعد عودة الهدوء للشارع، لأنه حتى فى الدول المتقدمة يكون الأمن القومى فى المقدمة، وتمنت أن يكون إغلاقها لفترة محدودة.
وأكدت د. ليلى عبدالمجيد أنها تتمنى أن يتم اتخاذ بعض الإجراءات لتنظيم الأداء الإعلامى، بعمل قوانين تنظم السماح بإطلاق قنوات دينية سواء كانت إسلامية أو مسيحية، لأننا اكتشفنا فى النهاية أنه «لعب بالنار».
وأوضحت أنه من الممكن أن تكون هناك قنوات عامة تقدم مواد وبرامج دينية تعرف الناس بالدين بطريقة صحيح.