اليوم.. مصر علي صفيح ساخن مع انطلاق تظاهرات 03 يونيو.. الكل يحبس أنفاسه في حالة ترقب للمجهول الذي لا يعلمه إلا الله.. أما عن فاعليات هذا اليوم فلن تقتصر فقط علي أرض الواقع، بل ستنقلها أيضاً كاميرات الفضائيات مصحوبة بالآراء والتعليقات والتحليلات التي قد تزيد سخونة المشهد اشتعالاً حسب ميول كل فضائية واتجاهاتها السياسية لتشهد الفضائيات حرباً إعلامية قد يشتد وطيسها إلي حل المبارزة والتراشق بالعبارات، وقد تتطور إلي التشابك بالأيدي علي الهواء.. وفي هذا التحقيق يتحدث خبراء الإعلام عن المعايير والأسس التي يجب أن تحكم الفضائيات في تغطيتها الإعلامية لهذه التظاهرات حتي تكتسب مصداقيتها لدي المشاهدين. تقول د. درية شرف الدين: أولاً أريد أن أوضح أمراً وهو أن المحطات الفضائية ما هي إلا عاكس لما يدور علي أرض الواقع، وليست سبباً للحدث، ولذا لابد لنا أن نجنبها نتائج هذا اليوم، وما أستطيع قوله أو المجاهرة به هو أن تلتزم هذه المحطات بالحياد وأن تنحي جانباً انتماءات العاملين بها أو مالكيها وتتمسك بالمهنية حتي تتجنب ما قد يقع من كوارث، خاصة أن الفضائيات الآن انقسمت إلي فريقين الأول يقف خلف نظام الحكم والثاني رافضاً له. وتضيف: ما أعتقده أن اليوم هو يوم استثنائي وتاريخي ومن الممكن أن يشهد أحداثاً مؤسفة ولذا علي الكل أن يلتزم بضبط النفس. ويقول الإعلامي محمود سلطان: إن الحيادية هي أسلم الحلول في هذه المواقف، فليس مطلوباً من القنوات غير أن تنقل ما يحدث علي أرض الواقع دون تحريف أو تضخيم أو تهويل حتي لا تؤثر علي المشاهد ولا تضع البنزين علي النار حتي لا نشتعل جميعاً ويحترق بنا الوطن. ويضيف: أكثر القنوات تطرفاً التي تعمل لصالح الحزب الحاكم هي قناة »مصر52« أما التليفزيون المصري فأنا أري أنه حتي الآن هو الأكثر حيادية وأتمني أن يستمر الأمر علي ذلك حتي النهاية. ويقول د. سامي الشريف أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة: يجب علي الإعلام بجميع جوانبه سواء المسموع أو المرئي أن يكون مرآة للمجتمع الذي يمثله وأن يقوم بعرض وجهة نظر الشارع بكل شفافية وحياد وأن يتلافي الأخطاء الجسيمة التي تم الوقوع فيها أثناء ثورة يناير، وأتوقع أن الشارع المصري هو من يقوم بفرض نفسه علي الإعلام مهما كان لدي الأخير من خطط واستراتيجيات خاصة، فالحدث في النهاية هو الذي سيفرض نفسه، كما يجب التخلي عن القيادة الحزبية أو الدينية أو الشخصية لأي منبر إعلامي حتي لا يؤثر بالسلب علي المادة المطروحة للمشاهد وقد يؤدي ذلك لنوع من عدم الإيضاح أو تغيب الصورة الحقيقية. وتقول د. ليلي عبدالمجيد أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة: يجب الابتعاد عن الانتماء الحزبي أو الديني لأي قناة والعمل علي إيصال الحدث بشكل مباشر بالإضافة إلي محاولة تلافي الأخطاء التي وقع فيها الإعلام خلال ثورة يناير وتسليط الضوء علي طرف دون الآخر، بجانب ضرورة وجود برامج ونشرات وتنويهات من دورها توعية المشاهد ومحاولات عرض وجهات النظر المختلفة عن طريق ممثلين لها، فمن المفترض أن هناك أسساً ومعايير يعرفها كل من يعمل في المجال الإعلامي وعليه أن يقوم بتطبيقها وهو ما سوف يؤدي إلي إيصال محتوي إيجابي للمشاهد ويساعده علي اتخاذ القرار ومعرفة الحقيقة، وهذا هو الدور الأساسي والرئيسي للإعلام وهو إيصال الحقيقة للمشاهد. ويقول د. ياسر عبدالعزيز أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة: يجب توجيه رسالة للحزب الحاكم وليس للقنوات والإعلام فإن الأداء السييء للحكومة أثر بدوره علي الإعلام بشكل عام والذي أدي إلي وجود حالة من الاستقطاب، فكل طرف يريد إيصال وجهة نظر معينة دون الاهتمام بوجهة النظر الأخري أو عرضها وهذا ما يعتبر منافياً لمعايير الأداء الإعلامي، ولذا يجب الالتزام بالحيادية حتي نستطيع إيصال رسالة هادفة للمشاهد دون تشويه وجهة النظر الأخري. ويقول د. محمود خليل أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة:يجب أن نعترف في البداية بأن معظم القنوات التليفزيونية أصبحت لا تعمل ضمن معايير إعلامية سليمة ولكن حسب ميول مالكيها ومواقفهم السياسية وهذا يؤدي إلي انعدام الحرفية، وفي بعض الأحيان إلي عدم وجود مصداقية، فنجد منظومة القنوات الدينية وقناة »مصر 52« منحازة للرئيس بشكل كبير في حين هناك العديد من القنوات الليبرالية التي توجه المشاهد بضرورة وجود انتخابات رئاسية، وهذا التعامل غير موضوعي في الحالتين، فالإعلام مبني علي مبادئ وأسس معينة يجب السير عليها، فيجب نقل الحدث من علي أرض الواقع دون تدخلات أو انحياز لطرف معين حتي لا تصبح القناة أداة في إشعال الفتن بدلاً من دورها التنويري والتثقيفي للمشاهد، بالإضافة لضرورة وجود أطراف ممثلة لوجهات النظر المختلفة سواء حزبية أو دينية لعرض تلك الاتجاهات علي أن يتخذ من يدير الحوار دور المحايد والوسطي بين تلك الأطراف وإعطاء فرص متساوية لكل منهم لعرض الأفكار التي ينتمي إليها كل طرف.