قبيل إقالته من منصب مدير أمن الجيزة بلحظات، على خلفية «مذبحة بين السرايات»، روى اللواء عبدالموجود لطفى، كاشفا تفاصيل المواجهات التى أسفرت عن مقتل 16 مواطنا، وإصابة 396 آخرين، بينهم عدد كبير من الحالات الخطرة. وقال اللواء عبدالموجود لطفى، إن الإصابات التى لحقت العقيد ساطع النعمانى نائب مأمور قسم بولاق الدكرور، نتجت عن استهدافه من قبل «مسلحون مجهولون أطلقوا النار عشوائيا خلال تظاهرة لتأييد الرئيس».
وحتى مثول الجريدة للطبع، لم يتضح بعد مصير نائب مأمور قسم بولاق الدكرور، إذ ترددت أنباء قوية عن مصرعه متأثرا بجراحه، نفت وزارة الداخلية صحة الخبر، وإن كان زملاؤه أكدوا خطورة حالته.
وقال لطفى: «اصابة العقيد ساطع النعمانى، عبارة عن طلق نارى اخترق الوجه والرقبة، أثناء فضه الاشتباكات بين المؤيدين والمعارضين من أعلى كوبرى ثروت، إذ تم استهدافه بإصابة مباشرة من مجهولين فتحوا النار على الضابط والقوة المرافقة له».
وكشف لطفى عن أن «قوات الأمن رصدت ما لا يقل عن 12 قناصا كانوا موجودين أعلى كلية تجارة وفى أماكن متفرقة من أسطح الجامعة، وتعاملت قوات الأمن مع المسلحين، إلا أن كثافة إطلاق النار أجبرت القوة على التراجع لحين وصول إمدادات وتعزيزات من مديرية الأمن، والتى أرسلت تشكيلات من قوات العمليات الخاصة، وعند وصول قوات الدعم، تدخلت القوة التى يقودها النعمانى فى محاولة للسيطرة على الموقف، وفى ذات اللحظة تعرض الضابط للإصابة على يد أحد القناصة، والذى كان يتمركز أعلى سطح كلية التجارة».
ونفى مدير أمن الجيزة آنذاك ما تردد عن إطلاق أفراد الشرطة النيران على المعتصمين فى محيط جامعة القاهرة، مضيفا أن قوات الأمن «أسهمت فى إخلاء المصابين والقتلى، والذين نقلوا إلى مستشفيات الهرم، والعجوزة، وإمبابة، و6 أكتوبر، وأم المصريين».
وتابع: «تمكنت مباحث الجيزة من تحديد أماكن تمركز المسلحين، حيث تبين أنهم يتخذون من كلية التجارة بجامعة القاهرة وأسطح العقارات المجاورة مكانا لإطلاق الرصاص، وتكثف مباحث الجيزة تحرياتها للقبض على المتهمين.. وفى الوقت نفسه تمكنت القوات من الفصل بين مؤيدى ومعارضى الرئيس، وشكلنا دروعا من قوات الأمن المركزى للفصل بين الطرفين».
وأكد لطفى أن الأجهزة الأمنية «تمكنت من القبض على عدد من المتهمين بإطلاق النيران وفى حوزتهم أسلحة وذخائر.. والحملات الأمنية مازالت مستمرة بالشارع لضبط الأمن والقبض على العناصر الإجرامية المتهمة فى الأحداث».
فى الوقت نفسه أجرى اللواء محمد إبراهيم، وزير الداخلية جولة تفقدية فى محيط اعتصام مؤيدى الرئيس بميدان النهضة بالجيزة عقب انتهاء الاشتباكات، للوقوف على ملابسات الأحداث وتبعياتها على أهالى المنطقة والمعتصمين، كما تفقد قسمى الدقى والعجوزة.