مع بداية العد التنازلي لتظاهرات 30 يونيو يوم الأحد المقبل، تفاقمت بعض الأزمات بالإسكندرية، والتي تسببت في إشعال طاقة غضب جديدة من المواطنين تجاه الحكومة وتوعدهم بالمشاركة في التظاهرات. أزمة السولار تعتبر أكثر الأزمات التي ولدت حالة من الاحتقان الحاد لمواطني الإسكندرية، وخاصة السائقين الذين تأثروا بشكل مباشر بنقص السولار في محطات البنزين، وتكدس سيارتهم أمام المحطات لمدة تتجاوز 4 ساعات يوميا، تستمر فيها المشاحنات بينهم وبين بعضهم للتسابق على أولوية التموين، مما اضطرهم لرفع سعر الأجرة على الركاب، فتسبب ذلك في إحداث مشاحنات بينهم وبين الركاب من جانب آخر.
ويقول محمد حسانين، منسق أعضاء رابطة سائقي الإسكندرية، إنهم بصدد تنسيق وقفة احتجاجية الجمعة المقبلة نظراً لما يعاني منه سائقو الإسكندرية بشكل خاص من غلاء سعر السولار ونقصه في معظم المحطات، مما يهدد مستوى معيشتهم بعد ساعات العطلة التي يضيع يوميا منهم في انتظار التموين، منوها أن تصريحات وكيل وزارة التموين المستمرة بأنه لا يوجد أزمة وأن حصص البنزين تسلم للمحطات بانتظام يثير استياءهم أكثر، نظرا لتفاقم الأزمة دون حلها أو ضبط المسئول عنها.
وتأتي أزمة ارتفاع الأسعار وخاصة مع اقتراب شهر رمضان كأزمة جديدة يواجهها المواطنون ضد جشع التجار، وقالت سامية حسين 46 سنة ربة منزل، إن أسعار الخضروات زادت بمعدل 20% عن العام الماضي، في حين ارتفعت أسعار البقوليات 15%، فضلا عن غلاء جميع مستلزمات المعيشة، مما رفع كاهل المعاناة على الأسر الفقيرة، مشيرة إلى الصعود غير المسبوق في أسعار ياميش رمضان.
وأكد محمود عرفات، أحد تجار الياميش بسوق العطارين، أن الأسعار زادت بنسبة 40% عن العام الماضي، مشيرا إلى أن كيلو القراصيا وصل 32 جنيها بعد أن كان العام الماضي 20 جنيها، ونفس الأمر بالنسبة للمشمشية 32 جنيها، وكانت تباع ب20 جنيها أيضا، أما اللوز المقشر فوصل سعره ل80 جنيها بعد أن كان ب48 جنيها، في حين وصل سعر البندق 64 جنيها وزاد 10 جنيهات عن العام الماضي، أما عين الجمل فوصلت سعر الكيلو فيها ل96 جنيها، بعد أن كان ب76 جنيها، منوها أن ارتفاع الدولار والجمارك وأزمة السولار هما سبب ارتفاع الأسعار.
ومن جانب آخر، أوضح أشرف خليل، نائب رئيس شعبة الملابس الجاهزة بالغرفة التجارية، أن سوق الملابس الجاهزة بالمحافظة يشهد تراجعا بصورة غير مسبوقة مع نقص السيولة وزيادة التضخم وتراجع القوة الشرائية لنسبة كبيرة من المواطنين، منوها أن ارتفاع أسعار صرف الدولار دفع الكثيرين من التجار للتوقف عن العمل بعد تكبدهم خسائر فادحة.
واستمرت تظاهرات العشرات من أهالي الإسكندرية في أماكن متفرقة، منها سيدي بشر والمطار بسبب الانقطاع المستمر للمياه لساعات طويلة خلال اليوم، وقاموا بقطع الطريق ومنع السيارات من المرور مؤكدين تجاهل مسئولي المحافظة أزمتهم.
وأشار الأهالي أنه بعد استمرار انقطاع التيار الكهربي وتسببه في إلحاق خسائر بالغة لهم، وتعطل أعمالهم المنزلية، فضلاً عن الانقطاع المستمر للمياه، فقد وصلوا لذروة المعاناة وكال بهم مكيال الغضب ضد الخلل الإداري الواضح، والذي يتحمل عبئه المواطنون البسطاء مما جعلهم يقررون الخروج لتظاهرات 30 يونيو للتعبير عن غضبهم.