تدور اشتباكات عنيفة، اليوم الأربعاء، بين القوات النظامية السورية مدعومة من حزب الله اللبناني ومقاتلين معارضين في محيط مقام السيدة زينب في ريف دمشق، حسبما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان. وأشار المرصد إلى وقوع "اشتباكات بين الكتائب المقاتلة من جهة والقوات النظامية وعناصر حزب الله اللبناني من جهة أخرى، في محيط مشفى الخميني ببلدة الذيابية" القريبة من بلدة السيدة زينب في ريف دمشقالجنوبي.
وأشار إلى تعرض مناطق في الذيابية وبلدة بيبلا القريبة منها للقصف بقذائف الهاون والمدفعية، مشيرًا إلى "محاولة من قوات النظام لاقتحام هذه المناطق". وهذه المناطق مختلطة بين السنة والشيعة، ومقام السيدة زينب من المزارات المهمة لدى الشيعة.
وذكرت الهيئة العامة للثورة السورية من جهتها، أن القوات النظامية قامت "بقصف هو الأعنف بالصواريخ والهاون" على الذيابية، مشيرة إلى وقوع "أكثر من 150 قذيفة خلال ساعة أدت إلى وقوع جرحى وشهداء".
كما لفتت إلى وصول "تعزيزات عسكرية كبيرة لحزب الله و لواء أبي الفضل العباس"، الذي يضم مقاتلين شيعة معظمهم سوريون. وقال تلفزيون "المنار" اللبناني التابع لحزب الله إن قوات النظام "سيطرت على بلدة البحدلية وتتقدم باتجاه الذيابية". والبحدلية تابعة إداريًا للسيدة زينب.
وبرر "حزب الله" لدى كشفه مشاركته في القتال إلى جانب قوات النظام في سوريا تدخله العسكري بأنه للدفاع عن الشيعة ومقاماتهم الدينية في وجه "المجموعات المسلحة"، قبل أن يعلن أمينه العام حسن نصر الله أخيرًا أن حزبه لن يسمح "بسقوط سوريا"، وأنه سيواصل تحمل مسؤولياته" في سوريا، و"سيكون حيث يجب أن يكون".
ولعب حزب الله دورًا كبيرًا في سيطرة قوات النظام في الأسبوع الأول من يونيو على مدينة القصير الاستراتيجية في محافظة حمص (وسط)، والقريبة من الحدود اللبنانية، بعدما كانت تحت سيطرة المقاتلين المعارضين لأكثر من عام، وتشكل مناطق الاشتباكات الواقعة وغيرها من المناطق الواقعة جنوبدمشق قاعدة خلفية للمجموعات المعارضة تستخدمها لتدعيم مواقعها في بعض أحياء العاصمة الجنوبية التي تتعرض للقصف من القوات النظامية بشكل شبه يومي.
وتحدث الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية بدوره في بيان عن "احتشاد قوات النظام وشبيحته مدعمة من حزب الله ولواء أبو الفضل العباس، مع عشرات من الآليات الثقيلة والدبابات، وبتغطية من راجمات الصواريخ والمدافع الثقيلة، في محاولة جديدة لاقتحام" ريف دمشقالجنوبي. وأشار إلى "استمرار حملة نظام الأسد لكسر إرادة ريف دمشقالجنوبي وإخضاعه منذ ثمانية أشهر"، وإلى "عمليات عسكرية على أكثر من عشرة محاور مع حصار يستهدف منع دخول المواد الغذائية والأدوية".
وذكر الائتلاف، أن "قوات النظام شددت حصارها الخانق خلال الشهرين الماضيين وركزت على استهداف الأطباء ونشطاء الجمعيات الإغاثية، ما قد يتسبب بكارثة إنسانية للمحاصرين الذين يزيد عددهم عن 120 ألفًا"ً. وافاد المرصد اليوم عن قصف عنيف على حي القدم في جنوب العاصمة.
وقال الناشط مطر إسماعيل: "إن هناك حملة قوية على جنوب العاصمة ومحاولة لاقتحام حي القدم من جهة الشرق، وهو القسم المحرر من الحي". وفي مناطق أخرى من البلاد، دارت اشتباكات عنيفة بين مقاتلين معارضين والقوات النظامية في محيط حاجز مجبل الزفت على طريق أريحا (شمال غرب) - اللاذقية (غرب) "مما أدى لإعطاب دبابتين للقوات النظامية وخسائر بشرية في صفوفها، وسيطرة الكتائب المقاتلة على الحاجز"، حسبما نقل المرصد.
وفي ريف اللاذقية، أفاد المرصد عن وقوع انفجار مستودع ذخيرة داخل مركز عسكري في منطقة البصة الواقعة على المدخل الجنوبي لمدينة اللاذقية، ما أسفر عن سقوط 13 جريحًا عسكريًا على الأقل بعضهم بحالة خطرة، أما التلفزيون السوري، فذكر من جهته، أن انفجارًا وقع في منطقة البصة في إحدى وحدات الهندسة العسكرية، وإنه "ناجم عن خطأ فني" وأسفر عن وقوع ستة جرحى إصاباتهم طفيفة".