أكد الرئيس المصري حسني مبارك يوم الثلاثاء أن عملية السلام تتطلب شجاعة إسرائيلية في اتخاذ عدد من القرارات الصعبة ، مشيرا إلى أن قضية الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط الأسير في قطاع غزة ستنتهي قريبا. وقال مبارك في مؤتمر صحفي مشترك عقده بمقر رئاسة الجمهورية في القاهرة عقب محادثاته مع الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز إن نجاح عملية السلام في الشرق الأوسط يتطلب "إرادة سياسية إسرائيلية" و"شجاعة لاتخاذ قرارات صعبة". وقال أيضا : "لدينا أسس واضحة للسلام العادل والشامل ، وتشتد الحاجة الآن لإرادة سياسية من جانب إسرائيل .. إرادة سياسية تمتلك شجاعة اتخاذ القرارات الصعبة" ، وأضاف أن "عملية السلام لا تحتمل فشلا آخر". وشدد مبارك على أن "السلام وحده هو الكفيل بفتح صفحة جديدة في الشرق الأوسط (..) تحقق الأمن لكافة دوله وشعوبه وترسي دعائم علاقات طبيعية وتعاون إقليمي مثمر فيما بينها". وقال مبارك : "أجرينا اليوم مشاورات هامة تركزت في مجملها حول القضية الفلسطينية .. لقد أكدت في مشاوراتنا اليوم أن هذه القضية ستبقى على رأس أولويات مصر والعالم العربي .. سابقة لأي أولوية أخرى رغم ما تتعرض له منطقتنا من أزمات وتهديدات ومخاطر". وأضاف : "إننا أمام فرصة سانحة لسلام الشرق الأوسط .. وفق حل الدولتين والمبادرة العربية ، وقد أعربت اليوم عن تطلعي لتجاوب إسرائيل مع استحقاقات عملية السلام .. بأفق سياسي واضح يلتزم بمبادئها وأسسها .. يوقف الاستيطان ومصادرة الأراضي". وقال : "كما أعربت عن تطلعي لمواقف بناءة .. تدعم جهود مصر لتثبيت التهدئة في غزة بما يحقق فتح معابرها وإعادة إعمارها ويرفع المعاناة عن سكانها .. وبما يكفل تسهيل انتقال أبناء شعب فلسطين بين الضفة الغربية والقطاع". وفي موضوع آخر ، قال الرئيس المصري : "الجندي شاليط سليم" وسينتهي موضوعه قريبا ، مضيفا "الفلسطينيون يريدون السلام .. والإسرائيليون يريدون السلام .. ولابد أن نكون جادين في عملية السلام". من جانبه ، قال الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز : "لا نية لنا لإضافة مستوطنات جديدة .. نريد بشكل حقيقي التوصل للسلام .. نريد أن نكون شركاء في عملية السلام في الشرق الأوسط". وتابع أن "الحل الإسرائيلي المطروح هو حل الدولتين" ، مجددا التمسك ب"يهودية إسرائيل" ، وقال إن "النقاش" حول حل الدولتين "انتهى" ، معتبرا أن إسرائيل ستكون دولة "يهودية" وسيكون للفلسطينيين دولة "عربية". واعتبر الرئيس المصري من جانبه أن بعض التصريحات التي تطلق في وسائل الإعلام تكون لأغراض "تكتيكية" وبعضها الآخر يكون تعبيرا عن "مواقف حقيقية ، وعندما نجلس إلى مائدة المفاوضات ستتضح الأمور". وتابع "إذا جلسنا إلى مائدة المفاوضات" بعيدا عن "الفرقعة الإعلامية أعتقد بأننا سنصل إلى حل واقعي".