واشنطن محمد المنشاوى ومحمد الفقى علمت «الشروق» من مصادر مطلعة فى العاصمة الأمريكية أن عددًا من قيادات الحركة والأحزاب السياسية السلفية، وعلى رأسهم الداعية الدكتور ياسر برهامى، نائب رئيس الدعوة السلفية، سيقومون خلال أيام قليلة بأول زيارة من نوعها إلى واشنطن.
وأشارت المصادر إلى أن الوفد سيضم عددًا من مسئولى الأحزاب السلفية الرئيسية، وسيشارك فى عدد من الفاعليات بمراكز الأبحاث الرئيسية فى واشنطن، كما سيعقد لقاءات مع مسئولى وزارة الخارجية والبيت الأبيض والكونجرس على هامش الزيارة.
ويرى مراقبون فى واشنطن أن حدوث تواصل مباشر مع ممثلى التيار السلفى المصرى الذى يحترم قواعد العملية السياسية الديمقراطية، والذى لا يدعو للعنف ولا يدعو لاستخدام السلاح لتحقيق أهدافه السياسية، تطور طبيعى.
ويواجه السلفيون معضلة كبيرة حال قيامهم بزيارة واشنطن، فقد سبقهم الإخوان فى تقديم أنفسهم كممثل شرعى للإسلام المعتدل، ونال هذا الطرح قبولاً عامًا من الدوائر الأمريكية والغربية، أما السلفيون فلا أحد يدرى كيف سيسوقون أنفسهم فى العالم الغربى.
ويتساءل المراقبون هل سيقدم السلفيون أنفسهم كبديل لجماعات العنف السياسى، أم كبديل لتنظيم القاعدة، أم سيقبلون بتمثيل الأصولية الإسلامية فى صورتها المحافظة؟
وحسب المراقبون أيضا سيواجه السلفيون فى واشنطن سيلاً جارفًا من الهجوم على مواقفهم التى يصعب فهمها أمريكيًا، ويصعب تبريرها باستخدام ذريعة «الخصوصية الثقافية المصرية»، خصوصًا أن خصومهم يقولون إن بعضهم رفض فى السابق العملية الديمقراطية برمتها. وستسأل واشنطن عن موقف السلفيين من قضايا المرأة، عما ذكره بعض الشيوخ من أن مكانها يجب أن ينحصر فقط فى المنزل والأسرة، وسيسألون عن طلب بعض السلفيين فرض زى إسلامى على كل نساء مصر.
وستكون قضية الأقباط حاضرة على بساط البحث، وسوف تسعى واشنطن للحصول على إجابات واضحة بشأن موقف السلفيين منها.
من جهته نفى الدكتور ياسر برهامى نائب رئيس الدعوة السلفية، أن يكون ضمن جدول زيارته المرتقبة إلى الولاياتالمتحدة لقاء عدد من السياسيين والمسئولين الأمريكيين، مشيرا إلى أن الزيارة حال القيام بها ستكون دعوية وليست سياسية.
وأضاف برهامى فى تصريحات خاصة ل«الشروق»، أن احتمالية إلغاء السفر باتت كبيرة نظرًا لتأخر إصدار التأشيرة الخاصة بالسفر لما يقرب من شهر، لافتا إلى أن الزيارة جاءت بناءً على دعوة من مركزين إسلاميين فى أمريكا وهما المنهال والتوحيد، ويقوم على المركزين أشخاص يتبعون الدعوة السلفية.
ولفت برهامى إلى أن حزب النور سيقوم بزيارة إلى أمريكا خلال الفترة القادمة، فى إطار حملته للتواصل مع الجاليات المصرية هناك، مؤكدا عدم الترتيب بشكل كبير لتزامن زيارته مع وفد حزب النور، نظرًا لاختلاف الارتباطات بينهم.