كشفت دراسة جديدة أجرتها باحثة في جامعة "هارفارد"، أن حربي الولاياتالمتحدة في "أفغانستان والعراق" ستكلف دافعي الضرائب من 4 إلى 6 تريليونات دولار أمريكى، بالوضع في الاعتبار الرعاية الطبية للمحاربين القدامى المصابين، وعمليات الإصلاح باهظة التكلفة لقوة استنفدت جراء القتال لمدة تمتد أكثر من عقد. وذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، في سياق تقرير بثته اليوم الجمعة، على موقعها الإلكتروني، أن واشنطن زادت من المكافآت العسكرية في أواخر عام 2001، مع ذهاب قوات البلاد للحرب؛ سعيًا وراء توسيع الصفوف، وتعزيزها بأصحاب القدرات والمواهب.
وقالت الصحيفة: "إن ليندا بيلمز، وهي أستاذة في السياسة العامة، كتبت في التقرير الذي نشر أمس الخميس، أن تلك القرارات وجهود بناء الدولة، التي أطلقت في كلا من "العراق وأفغانستان" سينتج عنها نفقات لأعوام قادمة".
وأشار التقرير إلى، أنه كنتيجة لخيارات الإنفاق خلال الحرب فستواجه الولاياتالمتحدة قيودًا في تمويل الاستثمارات في أطقم العاملين والدبلوماسية والبحث والتنمية والمبادرات العسكرية الجديدة، حيث إن إرث القرارات التي اتخذت خلال حربي العراق وأفغانستان سيهيمن على مستقبل الميزانيات الفيدرالية لعقود قادمة.
وأوضحت بيلمز، في تقريرها، أن الولاياتالمتحدة أنفقت 2 تريليون تقريبًا بالفعل على الحملتين العسكريتين في أفغانستان والعراق، مشيرة إلى أن تلك التكاليف هي فقط جزء من التكلفة النهائية فالنفقات الكبيرة المستمرة ستضخ لتوفير الرعاية الطبية والمكافآت للمحاربين القدامى، اللذين تسبب النزاعين في إعاقتهما.
ولفت التقرير، إلى أنه تاريخيًا فإن هذه الفاتورة المستحقة سيتم دفعها لاحقًا على مدى الكثير من العقود، مشيرًا أن أعلى إنفاق للدفعات المالية لذوي الإعاقة بالنسبة للمحاربين الأمريكيين في القرن الماضي، جاءت عقب عقود من انتهاء النزاعات.
ونوهت الدراسة إلى، أن المدفوعات لفيتنام وحرب الخليج الأولى مازالت في تزايد.
وأوضحت الدراسة، أن إنفاق الأموال المقترضة لدفع تكاليف الحربين، زاد من تكلفتهما الباهظة، حيث أضاف النزاعان تريليوني دولار للدين الأمريكي، مما يمثل تقريبًا نسبة 20% من الدين، الذي تحملته الولاياتالمتحدة في الفترة ما بين عامي 2001 و2012.
وأشارت الصحيفة، إلى أن تقدير "بيلمز" يطرح تكلفة أعلى مما طرحته دراسة موثقة أخرى؛ بشأن نفس القضية، التي أجراها مشروع أيزنهاور للأبحاث بجامعة "براون"، وحددت التكاليف ب4 تريليونات دولار تقريبًا.
وأوضحت الصحيفة، أن كلا الرقمين أعلى بكثير من تصور المسؤولين الأمريكيين، عما سينفقونه عندما كانوا يخططون للذهاب للحرب في العراق.
ونوهت الصحيفة، إلى أنه ليس من الواضح إلى متى ستبقى واشنطن تدفع فواتير لذلك النزاع، الذي طال أمده، ليمتد إلى عقد تقريبًا، وأصبح لا يحظى بشعبية في الولاياتالمتحدة وفي العراق.