"التكاليف المستترة" ترفع فاتورة حروب أمريكا محيط كريم فؤاد ومحمود عبد الحي أظهر تقرير صادر عن أعضاء ديمقراطيين في الكونجرس الأمريكي أن "التكاليف المستترة" للحرب التي تقودها واشنطن على العراق وأفغانستان رفعت فاتورة الحرب إلى أكثر من 1.5 تريليون دولار. وأشار النواب الديمقراطيون خلال اجتماعات اللجنة الاقتصادية المشتركة في الكونجرس أن هناك بعض التكاليف الاقتصادية الباهظة المتعلقة بالحرب غير مدرجة في الميزانية، مؤكدين أن كلا من ارتفاع أسعار النفط وتكاليف الرعاية الصحية لجرحى الحرب باَلإضافة إلى إصلاح المعدات الحربية التالفة والفائدة على الديون التي تدفع على القروض لتغطية نفقات الحرب غير مدرجة في ميزانية الحرب والتي تعرف باسم "التكاليف المستترة". وأشار التقرير الذي أوردته صحيفة "واشنطن بوست" أن الحرب تكلف كل أسرة أمريكية مكونة من أربعة أفراد أكثر من 20 ألف دولار لتصل التكلفة الإجمالية لكل فرد أمريكي 5 آلاف دولار. وعلى صعيد متصل أشارت دراسة اقتصادية أمريكية إلى إن الحرب التي تخوضها واشنطن في العراق وأفغانستان قد تكلف دافعي الضرائب ما يصل إلى 2.4 تريليون دولار بحلول عام 2017 بحساب تكلفة أسعار الفائدة الباهظة خاصة وان الحربين تمولان بقروض. وقد جاءت تلك التقديرات من خلال دراسة صادرة عن مكتب الموازنة في الكونجرس حول التكلفة الإجمالية للحربين من عام 2001 وحتى عام 2017. وتوقع المكتب أن تصل إجمالي تكلفة الفائدة وحدها في الفترة من 2001 وحتى 2017 قد يزيد على 700 مليار دولار. وطبقا للمكتب الذي يعد تحليلات مالية داخلية للكونجرس فإن الكونجرس قدم لبوش 604 مليار دولار إلى الآن لتمويل الحربين منها حوالي 412 مليارا أنفقت في العراق، وقد وصل إجمالي الإنفاق الأمريكي شهريا في العراق 11 مليار دولار مع تزايد التكلفة. واشارت الدراسة الصادرة عن مكتب الموازنة والتي اوردتها وكالة الأنباء السعودية "واس" الى أنه من بين مبلغ ال 2.4 تريليون دولار الذي سينفق على الحرب على المدى البعيد فإن حوالي 1.9 تريليون دولار من هذا المبلغ ستنفق على العراق. وعلي نفس الصعيد أكدت منظمة إنسانية أمريكية بارزة أن الإنفاق الأمريكي الضخم على الحرب في العراق أدى إلى إيقاف برامج اجتماعية مهمة في أمريكا. وقالت المنظمة في بيانٍ لها أوردته "مجلة المجتمع" الكويتية: "إن لجنة خدمة الأصدقاء الأمريكيين" (كويكرز)، وهي منظمة معنية بنشر السلام والعدالة الاجتماعية ومساعدة المدنيين من ضحايا الحروب، بدأت حملة على مستوى الولاياتالمتحدة لإلقاء الضوء على التأثيرات الاقتصادية للحرب ومطالبة الكونجرس بتحويل الإنفاق على الحرب إلى دعم الاحتياجات الإنسانية للأمريكيين، وخاصة في ظل تتصاعد الأصوات المطالبة بضرورة توجيه الولاياتالمتحدة الأموال المخصصة للعمليات العسكرية الخارجية إلى الإنفاق الداخلي على التعليم والصحة ومحاربة الفقر. من جانبه قال "مايكل ماكونيل" مدير لجنة خدمة الأصدقاء الأمريكيين في منطقة البحيرات العظمى (الواقعة بين أمريكا كندا): "إن حكومتنا تنفق 500 ألف دولار في الدقيقة على الحرب في العراق بدلاً من الإنفاق على التعليم المبكر للأطفال، أو الرعاية الصحية، أو مشروعات الطاقة المتجددة". وأشار "ماكونيل" إلى المعلومات التي صدرت مؤخرًا عن مكتب الإحصاء القومي الأمريكي جاء فيها أن 36.5 مليون شخص في الولاياتالمتحدة هم "فقراء" رسمياً، وأكثر من ثلث هؤلاء هم من الأطفال.