قال مصدر عسكرى رفيع، اليوم الثلاثاء، إن وزير الدفاع والإنتاج الحربى، الفريق أول عبد الفتاح السيسى، أصدر تعليماته وتوجيهاته لقادة الجيوش والمناطق العسكرية بتغيير زى القوات المسلحة القديم وارتداء الزى الجديد، بعد أن تمكنت عناصر القوات المسلحة فى سيناء من ضبط أقمشة تستخدم صناعة أزياء الجيش والشرطة المدنية، قبل تهريبها لقطاع غزة، وورود معلومات بأن عناصر جهادية فلسطينية وراء عملية التهريب تلك. وأكد المصدر فى تصريحات خاصة ل"الشروق"، أن هناك معلومات تؤكد وجود جماعات مسلحة تستهدف الوقيعة بين الجيش والشعب، لذا اتخذت القوات المسلحة اتخذت الإجراءات الاحتياطية، وتم تغيير ملابس القوات بمدن القناة، لتمييزها عن تلك الجماعات، واستخدام إشارات وكلمات سرية بين الضباط والجنود، لافتا إلى صدور تعليمات من القيادة العامة للقوات المسلحة بضبط أى شخص يتم الاشتباه فيه وهو يرتدى زيا عسكريا، مؤكدا أن "القوات ستتعامل مع هؤلاء المندسين والمخربين بكل حزم ولن تسمح بالوقيعة بين الجيش والشعب".
وأضاف، أن "الأجهزة الأمنية رصدت معلومات تؤكد أن عناصر جهادية فلسطينية تعاونت مع أفراد مقيمين بالقاهرة الكبرى لشراء أقمشة لهم مطابقة لزى الجيش والشرطة وتسليمها لأحد المهربين بسيناء، ثم تهريبها عبر الأنفاق لقطاع غزة والدخول إلى مصر فى حالة تدهور الأوضاع الأمنية للقيام بأعمال إرهابية".
وأوضح المصدر، أن الجيش كان بدأ فى شهر يناير تغيير زيه، لرفع الروح المعنوية للضباط والجنود، مبينا أن هذا التغيير كان سيتم على مراحل، لكن بعد واقعة ضبط الأقمشة، أصدر السيسى أوامره بتغيير الزى فورا فى كافة الوحدات العسكرية.
وقال إن "السيسي" أصدر تعليماته بعد أن وردت معلومات مؤكدة إلى القوات المسلحة، بأن هناك عناصر مخربة تسعى خلال الأيام القادمة ارتداء الزى العسكري، وإطلاق النار على المتظاهرين للوقيعة بين الجيش والشعب، خاصة فى مدن القناة، وأيضا للقيام بعمليات ضد إسرائيل.
وأشار المصدر، إلى أن هذه المخاطر أكد عليها اللواء أركان حرب أسامة عسكر، قائد الجيش الثالث الميداني، الذى قال إن القوات المسلحة لديها معلومات عن وجود محاولات للوقيعة بين الجيش والمدنيين، من قبل عناصر مسلحة ترتدى زيا عسكريًا مشابها لزى الجيش، خاصة فى مدن القناة، وسيستخدمون السلاح تحت ستار أنهم من الجيش الثالث، لافتعال الأزمات وإطلاق الأعيرة النارية على المواطنين للوقيعة بين الأهالى فى السويس وبين الجيش.
وأكد، أن قوات الجيش الثانى الميدانى وعناصر حرس الحدود عززت تواجدها بمختلف مدن شمال سيناء، خاصة المناطق الحدودية، من خلال الدفع بعدد كبير من المدرعات والآليات العسكرية، وتنشيط الأكمنة والدوريات الثابتة والمتحركة، من أجل الكشف عن أى عناصر يشتبه فى تورطها بقضية تهريب الأقمشة الخاصة بالجيش والشرطة إلى قطاع غزة، وقامت عناصر القوات المسلحة بتفتيش السيارات المارة والاطلاع على هويات الركاب، مشيرا إلى أن طائرات حربية تحلق بسماء سيناء لرصد وتصوير المحافظة لتحديد أماكن اختباء الجهاديين والإرهابيين بالمناطق الجبلية.
وقال إن تعليمات وزير الدفاع لرجال القوات المسلحة، هى أن يكونوا قدوة للشعب فى الانضباط والتفانى فى أداء مهامهم بروح معنوية عالية، وما يتطلبه ذلك من يقظة كاملة والتزام بأقصى درجات ضبط النفس، على الرغم من محاولات البعض التجريح والتشويه والنيل من رصيد الثقة الكبير بين الشعب وقواته المسلحة، مشيرا إلى أن القوات المسلحة لديها عقيدة راسخة بأنها جزء أصيل من هذا الشعب.
وأشار إلى أن "عقيدة القوات المسلحة ترتكز أساساً على حماية الوطن وصون مقدراته باعتبارها جزءا أصيلا من نسيج هذا الشعب العظيم، ولا يمكن أن تقوم بإطلاق أى رصاصة واحدة نحو أى مواطن شريف مهما كانت التضحيات".
وردا على تصريحات عضو الهيئة العليا لحزب الحرية والعدالة، سعد عمارة، بأن الأقمشة العسكرية التى كانت محملة إلى غزة، "كانت لتصنيع ملابس لأطفال فلسطين"، قال المصدر العسكرى إن "المعلومات الكافية التى لدينا تؤكد أن أقمشة الزى العسكرى كان سيتم تهريبها للقيام بأعمال إرهابية"، متسائلا "كيف عرف عضو جماعة الإخوان أن الأقمشة لتصنيع ملابس أطفال، هل لديه معرفة بالمهربين".