التجارة الداخلية: ندرس استمرار التخفيضات على مدار العام لتحريك السوق بدأ الاوكازيون الشتوي الرسمي يوم الاثنين الماضى وسط غياب الزبائن؛ وذلك بعد أن سبقه أوكازيون آخر بدأ مند شهر يناير خاص بمحال البراندات «الماركات العالمية» والسلاسل التجارية الشهيرة والمحصلة وفقا لمتابعات ومصادر؛ الزبائن يأتون للمحال للفرجة فقط رغم إغراء الخصومات التي وصلت إلى 70% في بعضها، فالمناخ العام والأحداث السياسية الساخنة، بالإضافة إلى صعوبة الأوضاع الاقتصاية كلها عوامل أدت إلى ضعف القوى الشرائية واكتفاء المصريين بالمرور على الأسواق دون شراء.
الأوكازيون الرسمي الذي أعلنت عنه وزارة التموين مدته شهر وقد يمتد كما هو معتاد إلى عيد الأم ومع توقعات بعدم تحقيق الهدف من الأوكازيون بكسر حالة الركود الحالية تدرس الوزارة استمرار الأوكازيون على مدار العام.
جدية الخصومات
نفكر في أن يستمر الأوكازيون طوال العام وألا يرتبط بموعد محدد كما يحدث في بعض الدول مثل الولاياتالمتحدةالأمريكية بحيث يقطعه أسابيع قليلة متفرقة لا يتم عمل فيها خصومات بحسب الدكتور أحمد عباس، رئيس قطاع التجارة الداخلية بوزارة التموين، مؤكدا أن ذلك سوف يتوقف على نجاح الأوكازيون في تحريك السوق من عدمه، وأشار عباس إلى أن عدد المحال المشاركة في الأوكازيون الرسمى لهدا العام تصل إلى 3000 محل تتركز في القاهرة والجيزة، وأن محال القطاع الخاص جاءت فى مقدمة المحال المشاركة، لافتا إلى أن كل محافظة تحدد عدد المحال المشاركة التي حصلت على التصاريح من مديريات التموين التابعة لها، وقال إن التخفيضات تشمل سلعا في كثير من القطاعات مثل الملابس الجاهزة والأجهزة المعمرة، والأدوات الكهربائية والأثاث والمفروشات وغيرها من مستلزمات الأسر المصرية وأضاف عباس أنه أصدر تعليمات للإدارة المركزية للمعاملات التجارية التي تتبعها إدارة البيوع التجارية بالقيام بحملات تفتيشية للتأكد من جدية الخصومات وهل الخصومات وهمية أم حقيقية؛ وذلك بمراجعة فواتير ما قبل التخفيضات وفي حالات المخالفة يتم تحرير محاضر ضد المخالفين.
لا يوجد إقبال
الأوكازيون على الملابس الجاهزة والأقمشة بدأ مند ثلاثة أسابيع ويبدو أن الحكومة «مش واخدة بالها» ورغم دلك حالة الركود مستمرة ولا يوجد اقبال على الشراء يقول يحيى زنانيرى، مصنع ملابس ورئيس جمعية منتجى الملابس الجاهزة، مشيرا إلى أن بعض المحال تشارك فى الاوكازيون بتراخيص والبعض الآخر بدون والقانون يسمح بطلب عمل أوكازيون فى اى وقت من السنة لكن الأغلبية لا يشاركون بشكل رسمى لقيام وزارة التموين بفرض شروط خاصة بتحديد نسبة الخصم، والالتزام بوضع لافتة على الفترينات تشير للأوكازيون فضلا عن تحدد سعر ما قبل الخصم وسعر ما بعده وهو ما يضطر البعض إلى عمل تخفيضات داخل المحل دون الاشارة إلى السعر وأشار زنانيرى إلى أن 90% من المحال مشاركة فى اوكازيون الدولة لكن البيع شبه متوقف مقدرا نسبة الركود بنحو 30% مما يصعب معه تصريف البضاعة الراكدة وقال إن نسبة الخصومات تتراوح ما بين 10% 30% قد تصل إلى 50% وأكثر حسب مدة الأوكازيون وحسب رواج الصنف مشيرا إلى ان نسبة الخصومات على البضاعة المستوردة أعلى من المحلى نظرا للمبالغة فى نسبة الربح بالنسبة للملابس المستوردة منوها إلى انه لا توجد تسعيرة للملابس المستوردة فى مصر موضحا ان بضائع «البراندات» ترتبط بموعد الخصومات فى بلادها وتوقع زنانيرى أن الصيف المقبل سوف يشهد زيادة فى أسعار الملابس الجاهزة بسبب ارتفاع سعر الدولار وانعكاس دلك على زيادات فى اسعار الأقمشة المستوردة وكثير من مدخلات الانتاج الخاصة بصناعة الملابس.
ويشير زنانيرى إلى ان الاقبال فى فترة الأوكازيون على شراء الملابس الحريمى أكثر من الرجالى لأن ازياء السيدات مرتبطة بالموضة اكثر من الرجال التى تتميز أذواقها بالنمطية والثبات ولا تتغير موضتها إلا كل 7 سنوات موضحا ان المزاج العام للمستهلكين هو المؤشر الأهم فى عملية الشراء بالإضافة إلى توافر القدرة على الشراء وقال إن الأسر تفضل شراء مستلزمات اطفالها من الملابس والأحذية أولا قبل ان تشترى لنفسها.
منذ عام ونصف
«لا نافع اوكازيون ولا غيره فى كسر حالة الركود» والتخفيضات بدأت مند عام ونصف ولم تتوقف حتى الآن، يقول أحمد شعراوى، رئيس شعبة الملابس بغرفة تجارة الاسكندرية، مشيرا إلى أن المنتجين استشعروا الخطر فقاموا بخفض انتاجهم بنسبة 40% بعد ان اكتشفوا ان بند شراء الملابس تراجع للمرتبة السابعة فى انفاق الأسر المصرية، وفقا لدراسة قامت بها الغرفة، ويؤكد شعراوى ان ظاهرة الانصراف عن الاوكازيونات كانت واضحة خلال مواسم الأعياد سواء للمسلمين او المسيحيين، محذرا من استمرار الوضع على ما هو عليه الدى سوف يؤدى إلى خروج المصنعين من السوق وانتقد رئيس الشعبة ما يتردد عن نجاح التخفيضات فى رواج السوق، مشيرا إلى ان تخفيضات الفايف ستار ليست مقياس للحكم لأنها تعتمد على عرض البضائع المهربة وقال مهما ارتفعت نسبة التخفيضات فهده المحال تحقق ارباحا كبيرة ولفت إلى ان تراجع السياحة العربية اثر بشكل كبير على حركة البيع والشراء
الصيدليات نزلت الملعب
موسم التخفيضات الحالى شهد ظاهرة جديدة وهى إعلان صيدلية سيف من خلال لافتة ضخمة عن تخفيضات تصل ل50% على مستلزمات الأطفال الرضع لكن سناء محمود التى كانت تستعد لاستقبال مولودها الجديد زارت أحد الفروع تسبقها الفرحة فى انها سوف تؤمن احتياجات طفلها القادم من حفاضات، وزيوت وشامبوهات وأدوات الرضاعة بنصف الثمن لكن المفاجأة كانت عروض لأحد المحال التابعة للصيدلية بمركز تجارى شهير لا يقدم خصومات إلا على السلع مرتفعة الثمن التى تعجز عن شرائها مثل السيارات التى تقدر اسعارها بالآلاف ومقاعد الأطفال بالسيارات ولعبهم وهو ما اعتبرته سناء اعلانا تضليليا أصابها بالاحباط.
يقول عاطف يعقوب رئيس جهاز حماية المستهلك إن الدور الرقابى للجهاز وجمعيات حماية المستهلك هام أثناء فترة الأوكازيونات مشيرا إلى انه قام بالتنسيق مع اللجنة العليا لمراقبة الأسواق خلال اجتماعها الأسبوع الماضى للنزول للأسواق للتأكد من ان عروض التخفيضات حقيقية وأن السلع ذات جودة وأشار إلى تكليف الجهاز جمعيات حماية المستهلك بالمرور على المحال فى كافة المحافظات وقيام رجال الضبطية القضائية بالتعاون مع الجمعيات برصد المخالفات وقال ان الرقابة سوف تستمر وتكثف خلال فترة التخفيضات.