بعد غد «الاثنين» يبدأ الأوكازيون الصيفى الرسمى بمشاركة أكثر من 6 آلاف محل، حيث يأمل أصحاب هذه المحال أن يساعد موسم التخفيضات فى تصريف البضاعة الراكدة وتنشيط حركة المبيعات بعد أن خذلهم الأوكازيون الشتوى الذى بدأ فبراير الماضى ولم يحقق المتوقع منه ويبدو أن آمال هؤلاء سوف تضيع هباء بسبب تزامن دخول شهر رمضان بعد أسبوع واحد من بداية الأوكازيون، حيث يوجه المستهلكون أولوياتهم إلى شراء المواد الغذائية ومستلزمات رمضان التى تشهد هى الأخرى ارتفاعات كبيرة فى أسعارها. وكان الأوكازيون غير الرسمى قد بدأ منذ اكثر من أسبوعين وشمل عددا كبيرا من «محال الهاى كلاس» التى تنتشر فى المولات الكبرى والأحياء الشهيرة وكانت تشهد زحاما من روادها، إلا أن حركة البيع بدت محدودة رغم أن نسبة التخفيضات تجاوزت ال50% ووصلت فى بعضها إلى 70% وقد فسرتها منى أحمد «مهندسة» ذهبت إلى أحد المولات بمدينة نصر لاقتناص فرصة الأوكازيون لشراء بعض الملابس المناسبة للعمل وأخرى لمستلزمات المصيف بأسعار رخيصة قالت منى إن سعر البلوزة القطن فى محال المول الشهير بعد التخفيض الكبير تصل إلى 200 جنيه وسعر المايوه بعد نزول السعر إلى النصف ب250 جنيه، وأضافت كيف يمكننى إنفاق راتبى على قطعتى ملابس، مؤكدة أن أخريات مثلها اكتفين بالفرجة وانصرفن بعد أن يئسوا من إمكانية الشراء، مسترجعة فى حسرة سنوات سابقة كانت والدتها لا تشترى كامل مستلزمات الأسرة من الملابس والأحذية وأدوات المنزل من غير موسم الأوكازيون الذى كانت تدخر له طوال العام. كذبت المؤشرات وصدقت السوق حال السوق وخيبة الأمل فى الأوكازيون تكذب المؤشرات التى تطلقها استطلاعات المؤسسات العالمية التى تدور حول مؤشر ثقة المستهلك وتظهر نتائج مغايرة للواقع فقد اطلقت مؤسسة ماسترد كارد على سبيل المثال آخر استطلاعتها فى أوائل شهر يوليو الجارى عن مصر ضمن قائمة تضم دولا أخرى حول أولويات الإنفاق للمستهلك والتى أظهرت أن 55% من المستهلكين المصريين ينفقون على الملابس والترفيه والمطاعم وهى مؤشرات تكذب الواقع، ويؤكد ذلك محمود عبدالظاهر، موظف، قائلا: سوف أقاطع أوكازيون هذا العام حتى لوكانت التخفيضات مناسبة وحقيقية لأن شهر رمضان على الأبواب ويحتاج لكل مليم لدى خاصة مع ارتفاع أسعار المواد الغذائية المتوقع، فضلا عن الارتفاعات الحالية فى أسعار اللحوم والدواجن والبيض والألبان، وأضاف عبدالظاهر أن المشكلة فى الملابس والأدوات المدرسية وما تتطلبه من ميزانية إضافية مطلوب منى توفيرها بعد العيد مؤكدا أن الشراء من الأوكازيون كما فى غيره أصبح رفاهية لقطاع كبير من المصريين. 40% من البضائع راكدة رأى التجار والمصنعين للملابس الجاهزة فى الأوكازيون ليس بأفضل من المستهلكين حيث تشير توقعاتهم إلى استمرار الركود فى حركة البيع طوال العام وليس فى مواسم الاوكازيونات فقط، يشير إلى ذلك يحيى الزنانيرى بشعبة الملابس الجاهزة بالغرفة التجارية مؤكدا على ضعف حركة البيع مع بداية الأوكازيون غير الرسمى منذ أسابيع الذى يستهدف المحال من ورائه جذب زبائن قبل أن يبدأ موسم التخفيضات الرسمى الذى تحدده وزارة التجارة والصناعة ومؤكدا أن موعد الأوكازيون ليس مناسبا هذا العام مع دخول شهر رمضان ومع ضعف حركة السياحة العربية خلال شهر يوليو والتى ستمتد إلى شهر اغسطس، ويقول الزنانيرى السوق لها حساسيتها وترقباتها متوقعا نسبة ركود تزيد على 40% خلال هذا الموسم بسبب تفضيل المصريين المكوث بالمنزل ومتابعة المسلسلات خلال الشهر الكريم ومؤكدا أن فترة الرواج المتوقعة قبل العيد ب15 يوما لن تكفى لتصريف المخزون لدى التجار، كما توقع الزنانيرى امتداد الأوكازيون لشهر إضافى بناء على طلب المحال قبل بداية موسم الشتاء، ويشير إلى عامل آخر وراء حالة الركود وهى مزاحمة المنتج الصينى للمنتج المصرى والذى يستحوذ على 50% من حجم السوق ويباع بأسعار رخيصة يحرص صاحبها على الخلاص منها لأنه مسدد ثمنها ولن يعيدها إلى بلد المنشأ وهو ما يشجعه على إجراء مزيد من الخصومات عليها وأشار إلى أن بعض المحال قد لا تلتزم بتخفيضات حقيقية فخصم ال50% يكون فى الغالب 35% فقط مؤكدا أن من مصلحة التجار التخلص من البضاعة لأن الأوكازيون يقلل من تكلفة المخزون خاصة بالنسبة للملابس، ولفت الزنانيرى إلى أن منحنى الشراء فى النازل منذ أكثر من عام وأن موسم الصيف الحالى هو الأكثر ضراوة وقتل الأوكازيون. وقال إن المصنع المصرى فى أزمة بسبب تحمله قيمة الخصم ومع نهاية الموسم تعاد إليه بضاعته الراكدة ويضطر لبيعها بنصف ثمنها فى الأسواق الشعبية ووكالة البلح. لا أحد يعطل القانون عمل أوكازيون بدون ترخيص من وزارة التجارة والصناعة يمثل جنحة وهناك العديد من القضايا المرفوعة على المحال التى بدأت الأوكازيون بدون ترخيص بحسب اللواء محمد أبوشادى رئيس قطاع التجارة الداخلية، مشيرا إلى أن بعض المحال تفضل بدء التخفيضات قبل الموعد الرسمى مستهدفة مزيدا من الربح حيث تقدم أكثر من 60 محلا لقطاع التجارة الداخلية للسماح لهم بعمل الأوكازيون خلال الفترة الماضية، وقال رغم ذلك فإن شدة الحرارة هذا العام والسفر إلى المصايف أثر على حركة الرواج مشيرا إلى أن المصريين اعتادوا خلال الأسبوع الأول من رمضان على شراء احتياجاتهم الغذائية ثم يفكرون فى مصاريف المدارس ولبس العيد ولفت أبوشادى إلى استعدادات القطاع فى القيام بحملات يومية للتأكد من حقيقة الأسعار المعلنة والحصول على التراخيص وضبط مخالفات العرض بسعرين، وهل البضاعة فى الأوكازيون مطابقة للمواصفات ومعلومة المصدر، فضلا عن التأكد من تطبيق قانون حماية المستهلك فى الاستبدال والاسترجاع خلال تلك الفترة، مؤكدا أنه لا أحد يعطل القانون. الأسعار مثل الوباء يرى عادل العزبى رئيس شعبة المستثمرين باتحاد الصناعات أن الأوكازيون يجب أن يكون طوال العام لتنشيط حركة البيع موضحا أهمية تعديل قانون التجارة بحيث يسمح للتاجر بعمل أوكازيون ولا يتطلب منه ذلك سوى إخطار مكتب التسجيل التجارى التابع له بخطاب مسجل بعلم الوصول بشرط أن يحدث ذلك قبلها ب15 يوما وذلك لمصلحة التاجر والمستهلك معا، ويشير إلى أن الأوكازيون لايتم إلا على الملابس والأجهزة المنزلية والأشياء الترفيهية وهو ما يفسر عزوف الطبقة المتوسطة والفئات الأقل دخلا عن الشراء مفضلين توجيه إنفاقهم المحدود على الغذاء ومصروفات المدارس والمصروفات العلاجية ويؤكد العزبى أن العبرة ليس بزحام المحال ولكن بكم الأكياس التى يحملها الشارى من هذه المحال، ويضيف: توقيت الأوكازيون الصيفى فيه ظلم كبير للبائع والمشترى، ويفسر العزبى ارتفاع اسعار الملابس فى المولات الكبرى خلال فترة الأوكازيون بسداد المستورد نحو 50% من قيمة البضاعة مقابل العلامة التجارية ويضع نسبة ربح وشحن بالنسبة الباقية، وقال الأسعار مثل الوباء إذا ارتفعت فى المستورد ترتفع تبعا لها المحلى مؤكدا أن التسعير فى مصر لايتم طبقا لقواعد التكلفة ولكن وفقا لأهواء البعض بما يتطلب معه تأهيل أصحاب الأعمال ومعرفتهم بقواعد السوق والتعاملات التجارية والادارة مع تفعيل دور الرقابة الحكومية على الأسواق حماية للمستهلك.