انطلقت مساء أمس الأول في معهد الفنون المسرحية في الشارقة، ورشة "خصائص الحوار المسرحي" التي تنظمها إدارة المسرح في دائرة الثقافة والإعلام، ويقدمها الكاتب والناقد المسرحي إبراهيم الحسيني . تتناول الورشة فنيات كتابة النص المسرحي ورسم الشخصيات وإبداع الفكرة، والفرق بين الحوار المسرحي والتلفزيوني والإذاعي، وآليات كتابة نص مسرحي متين خالٍ من الحشو والزيادة .
استهل الحسيني الورشة التي حضرها عدد من المسرحيين والمهتمين، بسردِ موجز لتاريخ المسرح في العالم، وقال "بدايات المسرح كانت من أثينا وجاءت نتيجة الصراع والاقتتال الذي كان مستمراً بين قاطنيها، إذ وجد أحد الحكام أن الصراع لن ينتهي إلا بفن يجعلهم جميعاً متساوين أمامه، وكان المسرح".
وأوضح أن المسرح في أثينا يعد التاريخ العلمي لبدايات المسرح، “تطور وأخذ شكلاً مع ظهور كبار من المسرحيين حينها منهم "أسخيلوس، سوفوكليس، وغيرهم"، واستعرض الآراء القائلة إن بدايات المسرح كانت عند الحضارة الفرعونية، ليؤكد أن الرأي الأكثر علمية والمؤكد الذي يحدد المسرح كفن وليس كعرض غير مضبوط بدأ من أثينا وليس عند الفراعنة .
ومر مسرعاً على المسرح في القرون الوسطى ومسرح شكسبير، ليخلص إلى أن أول مسرحية عربية كانت للمسرحي اللبناني مارون النقاش عام ،1789 مشيراً إلا أن المسرح من بعدها بدأ ينتشر في بلاد المشرق العربي ليصل إلى مصر وينتشر في بلاد المغرب العربي .
وحول آلية الشروع في كتابة نص مسرحي بيّن "أن الكتابة تحتاج إلى الفكرة، التي هي أساس البدء في الكتابة"، وأوضح أن مصادر الحصول على فكرة نص مسرحي متوافرة واستخدمها كتاب المسرح عربياً وعالمياً، وأولها الأخبار في الصحف، "إذ قد يبني الكاتب نصه على خبر تلقاه من صحيفة".
وأضاف من المصادر أيضاً، التاريخ بكامله، إسلامي، وعربي، وعالمي، وقدمه الكثير من المسرحيين من خلال مسرحياتهم، وأيضاً من المصادر التي مازالت لليوم تستخدم رغم عمرها الطويل الأساطير والملاحم، وهذا يظهر جلياً في كثير من المسرحيات مثل مسرحية أوديب التي أُعيد مسرحتها كثيراً .
الحسيني قدم العديد من ورش الكتابة المسرحية في مصر والوطن العربي، وصدر له ثمانية كتب في المسرح كلها نصوص مسرحية، منها: "وشم العصافير، متحف الأعضاء البشرية، خارج سرب الجنة، جنة الحشاشين، مراكب الشمس، دفاتر العشق والموت، كوميديا الأحزان"، كما تمت ترجمة بعضها للإنجليزية والإسبانية وعرضها على مسارح أمريكا.