أصبحت مطبات تخفيف السرعات التى تقام بالطرقات مصدرا لتوليد الطاقة، ففى بادئ الأمر قد يفاجئ الإنسان بعنوان الخبر المنشور، ولكنها حقيقة مؤكدة، حيث إن المطبات الاصطناعية يمكن أن تولد طاقة كهربائية تكفى لإنارة طريق بأكمله، إشارات المرور، علامات المرور، الموجودة بالطرق وهكذا.
أكد ذلك الدكتور بكر ربيع، الأستاذ بكلية الهندسة وعلوم المواد بالجامعة الألمانية بالقاهرة، وقد توصل لهذه النتيجة من خلال اختيار الطالبين عبد الرحمن العايدى وكريم النقلى بقسم التصميم والانتاج بالكلية لمشروع تخرجهما عن تصميم وتنفيذ جهاز "مطب صناعي لتوليد الطاقة الكهربائية " من خلال تثبيت الجهاز المصنع أسفل مطب صناعى على الطرق السريعة لمرور السيارات.
أشار الدكتور بكر إلى أنه تم تحويل هذه الفكرة الى مشروع نفذه الطالبان معا وذلك بتصميم وتصنيع وحدة مطب صناعى لتوليد الطاقة الكهربائية بحيث يتم استخدام الحركة الناتجة عن مرور السيارات عليه وهذه الطريقة يطلق عليها علميا بالطاقة النظيفة "Free Energy" غير المكلفة (الرخيصة) وتستند فكرة تصميم الجهاز على نقل الحركة الخطية إلى حركة دورانية وتكبيرها من الترس البطيء إلى ترس أسرع ثم تجميعها لتخزين هذه الطاقة فى حدافة “Fly-Wheel” لتستخدم فى إدارة دينامو أو مولد كهربائى.
يؤكد الدكتور بكر إلى أن هناك أمثلة عديدة لاستخدام هذا الجهاز فى عدة دول منها نفق برشلونة طوله يصل (واحد) ميل ويضاء بالمطبات الصناعية، وآخر فى لندن، كما يوجد العديد منها في بعض المناطق النائية بالدول المتقدمة تكنولوجيا لافتا إلى أن ثمن تكلفة الجهاز هناك تصل الى الاف الدولارات بينما أستطاع الطالبان تقنين هذه التكلفة ليصبح قليل الثمن وبخامات وتصنيع محلى مصرى تماما .
وأضاف بكر الى إنه قد أمكن بواسطة الجهاز الواحد المصنع توليد عشر كيلووات من الطاقة الكهربائية كما يمكن بإستخدام وتشغيل عدد اربع اجهزة أنارة طريق طوله واحد ميل وباستخدام طاقة عشر أجهزة من ال (مطب صناعى) يمكن توليد طاقة تعادل القوى الكهربائية لطاحونة هواء واحدة (Wind Mill).
هذا وقد حدد الطالبان مكان تنفيذ تجربة الجهاز المصنع على الطرق السريعة بمصر مثل الطريق الدائرى وكوبرى السادس من اكتوبر. وتم عمل رصد إحصائي للسيارات المارة علي هذه الطرق. وقد اختار الطالبان كوبرى السادس من اكتوبر وقت الذروة لتنفيذ تجربتهما فبلغ عدد السيارات المارة عليه 1800 سيارة فى توقيت زمنى بلغت مدته ساعة واحدة.
بهذا اثبت الطالبان أن قوة الطاقة الكهربائية الناتجة من هذه التجربة يمكن بها إنارة الطرقات – إنارة إشارات المرور- او تخزينها من خلال بطاريات لاستخدامها مستقبلا، كما اثبتا ايضا ان مرور السيارات على هذه المطبات الاصطناعية ليس له اضرار على السيارة بل انه سيؤدى الى تحديد للسرعات كما اثبتا من خلال التجربة انه لا يصدر اى ضجيج اثناء مرور السيارات من فوق المطب مما لا يسبب اى ازعاج وتكون أمنة تماما وأنها تتطلب الحد الادنى من الصيانة وان العمر الافتراضى التشغيلى لهذا المطب يتجاوز السبع سنوات, وانه فى حالة حدوث اى خلل به يكون امنا , وتسمى هذه الطريقة في الدول المتقدمة باسم "جندي المرور النائم"Sleeping Policeman حيث أنها لا تتطلب وجود رجل الشرطة لأن الجهاز مصمم ليقوم بعمل الجندي من تنظيم للإشارات الضوئية وإنارة الطريق وتحديد المخالفات بالكاميرا المثبتة على الطرق السريعة ( الردار).