«تمر مصر بحالة دقيقة لم تشهدها طوال حياتى، والتصعيد الأخير سببه الإعلان الدستورى من ناحيه، والاستقطاب الشديد فى الجمعية التأسيسية بين الإسلاميين من ناحية والديمقراطيين والوطنيين من ناحية أخرى».. هكذا وصف المرشح الرئاسى السابق، عمرو موسى، الأزمة السياسية التى تمر بها البلاد فى حوار مع مجلة «دير شبيجل الألمانية» نشرته على موقعها الإلكترونى مساء أمس الأول.. إلى نص الحوار.
• كان من المقرر حضورك لهامبورج قبل يوم من مظاهرات أمس الأول للمشاركة فى ورشة عمل تنظمها «دير شبيجل» ومؤسسة كوربر حول الأوضاع السياسية فى مصر.. فلماذا ألغيت حضورك؟
على الاعتذار أولا عن عدم الحضور، لكن الأزمة السياسية الأخيرة التى تفجرت على خلفية الإعلان الدستورى، الذى أصدره الرئيس مرسى تتصاعد بشكل كبير. وفى مثل هذه اللحظات الدقيقة لا يمكننى ترك بلادى. مصر لم تشهد تلك الحالة الدقيقة طوال حياتى.
• ما أكثر شىء يبدو مقلقا فى المشهد السياسى الحالى؟
من ناحية، إصدار الرئيس مرسى إعلانا دستوريا يتناقض مع العملية الديمقراطية ويمنحه سلطات ديكتاتورية. ومن ناحية أخرى، لدينا جمعية تأسيسية من المفترض أن تضع دستورا جديدا للبلاد لكنها تشهد استقطابا شديدا بين معسكرين؛ الأول إسلامى والأخر يتشكل من الديمقراطيون والقوميين، والأخير أصبح محدودا جدا داخل الجمعية نتيجة للانسحابات المتتالية من ممثليه كنوع من أنواع الاحتجاج.
• هل فشلت الثورة المصرية؟
ما يحدث يمثل خطرا داهما على عملية التحول الديمقراطى.. الرأى العام لم يشهد استقطابا بهذه الحدة من قبل.
• هل يمكنك أن تذهب أبعد من ذلك وتقول إن مصر تنزلق إلى ديكتاتورية جديدة؟
لم نصل لهذا الحد بعد، لكن بعض مواد الإعلان الدستورى تثير مشاكل كثيرة وتمنح الرئيس سلطات مقلقة.
•إذا أخذنا فى الاعتبار المشهد السياسى الراهن والطبيعة الممزقة للمعارضة.. هل تبدو جهود تشكيل «جبهة الإنقاذ الوطنى» الجديدة مبشرة؟
مازلنا فى البداية، لكن الفرص تبدو جيدة. وهناك حكمة مصرية تقول «رب ضارة نافعة». والمعضلة التى تواجهها البلاد حاليا تحوى فى ثناياها فرص.
• برأيك، ما الدوافع وراء قرارات الرئيس؟
هذا سؤال صعب. لا نعلم. هل هم مستشاروه؟ هل هى قيادات جماعة الإخوان المسلمين؟ أو قد تكون فكرة لديه لوضع مبدأ الفصل بين السلطات على المحك. كل ما اتمناه أن يعود إلى رشده؛ لانه كرئيس يجب أن يكون ملما بعواقب قراراته.
• وهل كانت قرارات الرئيس متوقعة؟
لا على الإطلاق. قابلت الرئيس مؤخرا ولم ألمس أى مؤشر على تلك الخطوة وأخرين قابلوه وأكدوا نفس الشىء.
•هل هناك على نساء مصر قلق على حقوقهن؟
-النساء فى مصر يشعرن بقلق بالغ من الأفكار السياسية شديدة المحافظة التى يحملها الإسلاميون، والجدال داخل الجمعية التأسيسة خير مثال على تلك الأفكار؛ فهم مازالوا يتحدثون عن إمكانية إخضاع النساء للرجال قانونا.
•هل ترك الرئيس الإخوان المسلمين مثلما أعلن؟
-مازال مرسى عضوا بالجماعة لكنه أيضا رئيس وذلك يتطلب أن يكون محايدا. كمواطنين مصريين، نتمنى أن يدرك الرئيس أين تقع أولوياته.
• هل توافق على ما ذهب إليه البرادعى بأن خطر الحرب الأهلية يهدد البلاد ما لم يمنح المعتدلون مساحة للتحرك؟
بعض المصريين يعتقدون أن الحرب الأهلية بدأت، ولكننا نريد أن نتفادى هذا السيناريو بأى شكل. الرئيس مسئول عن الأمن العام، ويجب أن يتصرف كرئيس لكل المصريين دون أن يفضل فصيل من الشعب على الآخرين.
• هل تعتقد أن المظاهرات ستتخذ طابعا عنيفا؟
آمل أن يتغلب العقل. منطلقاتنا كمعارضة تطالب بمظاهرات سلمية وتعارض العنف بكل أشكاله.
• ما الدور الذى يجب أن يلعبه الغرب؟
الغرب يجب أن يبقى فى الخلفية، هذه أزمة مصرية تماما ويجب أن نحلها بأنفسنا.