حوار جديد أجراه مؤسس حزب الدستور د. محمد البرادعى، مع صحيفة «دير شبيجل» الألمانية، انتقد فيه الإعلان الدستورى الذى أصدره الرئيس محمد مرسى منح لنفسه فيه سلطات واسعة جديدة وأثارت ردود فعل غاضبة عديدة فى المجتمع، ووصفها البرادعى بأنها خطوة تهدد بانزلاق مصر نحو الديكتاتورية، وإليكم نص الحوار: «شبيجل»: الرئيس المصرى محمد مرسى منح لنفسه صلاحيات واسعة جديدة الأسبوع الماضى.. هل ترى أن هذا انقلاب؟ البرادعى: إنه أمسك بالسلطات كاملة بين يديه.. ولا حتى الفراعنة يمكن أن يملكوا مثل تلك السلطات، وهو أمر لا يقارن بما كان عليه سلفه حسنى مبارك. إنها كارثة.. إنها سخرية من الثورة التى جاءت به للسلطة، وهذا الإعلان قد يدفع المرء إلى الخوف من الأسوأ.
«شبيجل»: معروف عنك أنك دبلوماسى ومتوازن إلى أبعد حد، لماذا رد فعلك الآن ضخم إلى هذا الحد، خصوصا أن أحد قادة جماعة الإخوان المسلمين قال إن تلك السلطات الجديدة ستكون فعالة فقط حتى يتم تمرير الدستور الجديد؟
البرادعى: علينا أن ننظر لهذا فى سياق أننا نمر بنحو عامين انتقاليين، فنحن ليس لدينا برلمان فعال، وتولى مرسى الرئاسة منذ أشهر المهام التشريعية، والآن قرر أنه ينبغى أن لا تكون هناك أى معارضة لقوانينه التى يصدرها، وهذا يسمح له بأن يمرر أى إجراءات لها علاقة بالأمن القومى. أعتقد أنه من الصعب على شخص أن يكون استبداديا أكثر من ذلك، كما أن الجمعية التأسيسية للدستور -يا له من تجمع بائس- تهدد بإعادتنا إلى أحلك الفترات فى العصور الوسطى.
«شبيجل»: تقريبا انسحب كل الليبراليين والمسيحيين الأعضاء فى الجمعية التأسيسية.. لماذا؟ البرادعى: لأن الجميع خائف أن تمرر جماعة الإخوان المسلمين الدستور وفقا للنمط الإسلامى الذى يعمل على تهميش حقوق المرأة والأقليات الدينية. من يجلس الآن فى تلك الجمعية؟ شخص يريد أن يحظر استخدام الموسيقى، لأنه يزعم أنها ضد الشريعة الإسلامية، وآخر ينكر الهولوكوست، وآخر يدين علنا الديمقراطية.
«شبيجل»: أنت تعتقد أن مصر تسير على الطريق نحو الديكتاتورية مرة أخرى، لكن مرسى هو الرئيس المنتخب شرعيا، جماعة الإخوان المسلمين هى من تحظى بالأغلبية. البرادعى: حازت جماعة الإخوان المسلمين على الأصوات وفق ظروف مشكوك فيها. البلاد الآن منقسمة، وإذا كانت هناك قوى معتدلة لم يعد لها صوت، ومصر باتت مهددة من اندلاع حرب أهلية، وهو ما أخشاه، وأخشى من أن الحكومة باتت غير كفء وسوف تكون مدمرة للاقتصاد.
«شبيجل»: هل الربيع العربى فشل بالفعل فى مصر؟ البرادعى: لا أعتقد ذلك، وهذا ما أحارب من أجله. فى أبريل الماضى قمت بتأسيس حزب الدستور مع الاشتراكيين والديمقراطيين والليبراليين وكل القوى التى تسعى للتوحد ضد الإسلاميين، ولا يزال لدينا فرصة وعلينا أن لا نضيع تلك الصحوة، فتلك ستكون مأساة، فالشباب يريدون مزيدا من الحرية الشخصية والوظائف الأفضل. إنهم يريدون كلمة واضحة من الغرب تجاه مرسى، وإذا كان الأمريكيون والأوروبيون يعتقدون حقا فى القيم التى يدعون بها دائما يجب أن يساندونا بالضغط على مرسى.
«شبيجل»: هل تدعم إذن تجميد المساعدات الأمريكية لمصر؟ البرادعى: لا أستطيع أن أتخيل أن شخصا ما يؤيد المبادئ الديمقراطية يمكنه أن يدعم مثل هذا النظام على المدى الطويل، نحن لا نريد أن نكرر البربرية التى كانت عليها الثورة الفرنسية.
* وفى نهاية الحوار نشرت الصحيفة الألمانية تصحيحا للإصدار السابق للحوار مع البرادعى، الذى نشرت فيه أنه سيتحدث مع وزيرة الخارجية الأمريكية هيلارى كلينتون خلال الأيام المقبلة، وهو الأمر غير الصحيح، وقدمت اعتذارا عن نشرها ذلك.