تحت عنوان فرعى " البرادعى يتحدث ضد مرسى" وعنوان رئيسى على لسان الدكتور "محمد البرادعى" ( حتى الفراعنة لم تكن لديهم هذه السلطة ) ، نشرت مجلة "درشبيجل" الالمانية حوارا أجراه الصحفي "إريك فولات" مع الدكتور "محمد البرادعى". وقالت المجلة فى مقدمة الحوار: "الأسبوع الماضي منح الرئيس المصري "محمد مرسي" نفسه سلطات واسعة جديدة، وهي الخطوة التي أثارت ردود فعل واسعة النطاق" وفى مقابلة مع مجلة "درشبيجل" ، قال "محمد البرادعي" الحائز على جائزة نوبل :" إن هذه الخطوة تهدد بانزلاق مصر إلى الديكتاتورية". وفيما يلى نص الحوار: درشبيجل: منح الرئيس المصري محمد مرسي نفسه صلاحيات واسعة جديدة في الأسبوع الماضي ، هل هذا انقلاب؟ البرادعي: إنه انتزع لنفسه سلطة كاملة ، لم يحصل عليها حتى الفراعنة ، ناهيك عن سلفه "حسني مبارك" ، هذه كارثة - إنها سخرية واستهزاء من الثورة التي أتت به إلى السلطة وهذا يدفع المرء للخوف من الأسوأ. درشبيجل: أنت تعتبر على نطاق واسع نموذجا للدبلوماسية والتوازن ، لماذا رد فعلك الآن مثير إلى هذا الحد؟ رغم أن أحد قادة جماعة الإخوان المسلمين قال إن السلطات الجديدة للرئيس سيتم سريانها حتى تمرير دستور جديد فقط ؟. البرادعي: علينا أن ننظر إلى الأمر في سياق ما يقرب من عامين من المرحلة الانتقالية ، فليس لدينا برلمان مفعل ، ومنذ أشهر تولى "مرسي" المهام التشريعية، والآن قرر أنه ينبغي ألا تكون هناك أي معارضة للقوانين والقرارات التى يصدرها وأنه مفوض بتمرير أي تدبير للحفاظ على الأمن القومي ، ومن الصعب أن تكون لديك سلطات مطلقة أكثر من ذلك. وهذا الإعلان الدستورى والجمعية التأسيسية للدستور – هذا التجمع الحزين- يهدد بعودتنا إلى أحلك فترة العصور الوسطى. درشبيجل : تقريبا كل من الأعضاء الليبراليين والمسيحيين في اللجنة التأسيسية لصياغة الدستور قد انسحبوا .. لماذا؟ البرادعى : لأننا جميعا نخشى أن جماعة الإخوان المسلمين ستمرر وثيقة ذات خلفية وصبغة إسلامية تعمل على تهميش حقوق المرأة والأقليات الدينية ، من الذي يجلس في هذه الجماعة ؟.. شخص ما ، يريد حظر الموسيقى، لأنه يزعم أنها ضد الشريعة الإسلامية، وآخر، ينكر الهولوكوست، وآخر، يدين علنا الديمقراطية. درشبيجل : أنت تعتقد أن مصر تسير على الطريق لتصبح ديكتاتورية مرة أخرى ولكن "مرسى" انتخب رئيسا شرعيا بطريقة قانونية والإخوان المسلمين لديهم الأغلبية؟ البرادعى : الإخوان المسلمين حصلوا على أصواتهم في ظل ظروف مريبة والبلاد كانت مقسمة ، وإذا كانت القوى المعتدلة لم يعد لها صوت، فإن الحرب الأهلية تهدد مصر ، أنا اخشى ذلك ، واخشى أن تدمر تلك الحكومة غير الكفء ، الاقتصاد. درشبيجل : هل الربيع العربي فشل بالفعل في مصر؟ البرادعى : لا أعتقد ذلك ، أنا حاربت ضد ذلك ، فقد تم تأسيس حزب الدستور فى أبريل هو يضم الاشتراكيين الديموقراطيين والليبراليين وجميع القوى ضد الإسلاميين ، ولا يزال لدينا فرصة وعلينا ألا نضيع الصحوة، لأن هذا سيكون مأساة الشباب يريدون المزيد من الحرية الشخصية ووظائف أفضل ، إنهم يريدون كلمة واضحة من الغرب ضد "مرسي"، وإذا كان الأميركيون والأوروبيون يعتقدون حقا في القيم التي يدعون إليها دائما ، يجب عليهم مساعدتنا والضغط على "مرسى". درشبيجل: هل تؤيد تجميد المساعدات الأمريكية لمصر؟ البرادعى : لا أستطيع أن أتخيل أن شخصا ما مع المبادئ الديمقراطية يمكن أن يدعم مثل هذا النظام على المدى الطويل ، نحن لا نريد تكرار همجية الثورة الفرنسية * " وختمت المجلة حوارها باعتذار وتصحيح ما نشر فى نسخة سابقة من الحوار قالت فيها أن "البرادعي" سوف يتحدث مع "هيلاري كلينتون" وزيرة الخارجية الأمريكية في الأيام المقبلة".