انتقد خبراء فى مجال النقل والطرق، الوضع السيئ للسكك الحديدية فى مصر، واستمرار الاعتماد على العنصر البشرى، دون تدريبه وتأهيله، وهو ما كان أحد أسباب حادث قطار أسيوط، الذى راح ضحيته 52 طفلا، مطالبين الحكومة بالتطوير والصيانة والتأهيل، قبل البدء فى مشروعات أخرى، مثل رصف طرق تكلف الكثير دون أهمية لها لخدمة فئة معينة. قال أستاذ تنظيم وإدارة النقل بجامعة عين شمس، سعد الدين العشماوى، إن «قطاع النقل فى مصر، يعانى خللا كبيرا، بسبب عدم استخدام الإمكانيات المتاحة بطريقة مناسبة، طبقا لأولويات تحكمها أهمية المشروعات، خاصة أن النقل صناعة لها خصائص ومواصفات تختلف عن الصناعات الأخرى»، لافتا إلى أن وزارة النقل لا تعد العناصر البشرية بطريقة مناسبة.
وأكد العشماوى أن قطاع النقل فى مصر يعانى من الخلل منذ 30 عاما، مضيفا «ليس لدينا منظومة نقل علمية سليمة، ولو كانت هذه المنظومة موجودة، لأمكن توفير مستوى أعلى لخدمة النقل، وبتكلفة أقل، بدلا من الاعتماد على القضاء والقدر»، كما طلبا بأن يكون ضبط حركة القطارات والإشارات إلكترونيا، لتفادى الأخطاء البشرية، مشيرا إلى أن الدول المتقدمة صممت نظاما إلكترونيا يجعل القطار يتوقف إلكترونيا فى حال تعرض السائق لأزمة قلبية.
ووجه العشماوى انتقادات إلى الحكومة التى بدأت فى إنشاء طريق من مدينة 6 أكتوبر إلى الساحل الشمالى، بتكلفة تتعدى المليار جنيه، ولا تستفيد منه سوى فئة معينة، هى المصطافون فى فصل الصيف، بالإضافة إلى تحويل طريق من القاهرة لمدينة العاشر من رمضان إلى طريق حر، بتكلفة 1.5 مليار جنيه، وذلك بدلا من تطوير إشارات السكك الحديدية، على حد قوله.
ومن جهته، حمل رئيس لجنة النقل الأسبق فى مجلس الشعب، حمدى الطحان، مسئولية حادث قطار أسيوط إلى الإهمال، الذى أدى إلى عدم الاهتمام بتطوير السكك الحديدية فى مصر، أو اعتماد المبالغ الكافية لتحديثها، مشيرا إلى «غياب الرقابة والتطوير والتدريب المستمر للعاملين، أو الكشف عليهم للتأكد من عدم تعاطيهم للمخدرات، فعامل المزلقان فى حادث القطار ربما يكون نام بسبب طول الوردية».