يحسم الناخبون الأمريكيون اليوم سباق الرئاسة بين المرشح الديمقراطي، الرئيس باراك أوباما، ومنافسه الجمهوري، ميت رومني، في انتخابات يصعب التكهن بمن سيعبرها إلى البيت الأبيض؛ نظرًا للتقارب بينهما في أحدث استطلاعات الرأي. وبجولات مكوكية في الولايات المتأرجحة، اختتم أوباما ورومني مساء أمس 17 شهرًا من الحملات والدعاية الانتخابية. ووجه المتنافسان نداءات مباشرة إلى الناخبين (213 مليون ناخب من أصل 312 مليون نسمة)، للمشاركة في الاقتراع.
فأمام حشد ضم أكثر من 14 ألف شخص في ولاية نيوهامبشير، قال أوباما: "إن الأمر متروك لكم. لديكم القدرة.. ستحددون القرارات المتعلقة بهذا البلد لعقود قادمة".
وأقر مستشاره السياسي، ديفيد بلوف، في تصريح لشبكة "إيه.بي.سي" بأن السباق الرئاسي "محتدم بشدة"، لكنه أن يستدرك قائلا: "إن الرئيس يحتفظ ب"تقدم مهم" في الولايات الرئيسية، كما أن الأصوات المبكرة (بالولايات التي بدأت الاقتراع قبل نحو أسبوعين) تصب في مصلحته."
على الجبهة الأخرى، وفي ولاية أيوا، دعا رومني أكثر من 4000 شخص في قاعة ديس موينس إلى الخروج للتصويت، ومحاولة إقناع الأشخاص الذين لم يحسموا موقفهم أو الأنصار السابقين لأوباما بتأييد المرشح الجمهوري.
ومضى قائلا لأنصاره: "إن إنجاز التغيير الحقيقي ليس مجرد شيء أتحدث بشأنه. إنه شيء أنجزته بالفعل.. وهو ما سأفعله عندما أكون رئيسًا للولايات المتحدة"، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية. وكشفت استطلاعات الرأي الأربعة الكبرى، التي أجريت على المستوى الوطني، عن بلد منقسم أكثر من أي وقت مضى بين المرشحين.
إذ أظهر استطلاع لمعهد "بيو" أن أوباما يتقدم بنسبة 48% مقابل 45% لرومني. بينما أفادت ثلاثة استطلاعات أخرى، نشرتها بوليتيكو وإن بي سي نيوز وول ستريت جورنال وإي بي سي نيوز وواشنطن بوست، بتقدم أوباما بنقطة واحدة.
وتحديدًا، فإن مصير المرشحين مرهون بالناخبين في عشر ولايات حاسمة، خصها المرشحان بجولاتهما الأخيرة قبل اختتمام الحملتين. وأظهر استطلاع (رويترز- إيبسوس) أن أوباما متقدم بين الناخبين المحتملين بهامش ثلاث نقاط مئوية في فرجينيا ونقطتين في أوهايو وفلوريد؛ ولأن الكثير من الولايات الكبيرة، مثل كاليفورنيا ونيويورك وألينوي مضمونة لأوباما، فإن رومني يحتاج إلى الفوز بأكبر عدد من الولايات المتأرجحة (التي لم يحسم ناخبوها قرارهم).
وتاريخيًا، لم يفز مرشح جمهوري بالرئاسة دون الفوز بولاية أوهايو، ويواجه رومني صعوبة في الفوز بالرئاسة إذا لم يفز بأصوات الولاية المتوفق فيها أوباما ب47 مقابل 45%، طبقا لاستطلاع رويترز. بينما أظهر استطلاع أجرته محطة "إن بي سي" و"وول ستريت جورنال" أن أوباما نمتقدم بست نقاط في أوهايو، وسيحصل على 51% من الأصوات مقابل 45% لرومني."
أما في فلوريدا، فيتمتع الرئيس الديمقراطي بتأييد 49% من الناخبين مقابل 47% لرومني. ويقول المراقبون: "إن الولايات "الحاسمة" (التي يصعب التنبؤ بنتائج الانتخابات فيها) هي كولورادو وفلوريدا وميتشجان ونيفادا ونيوهمبشاير وأوهايو وفيرجينيا."
ويصوت سكان هذه الولايات لصالح المرشح الجمهوري تارة ولصالح الديمقراطي تارة أخرى خلال مختلف الانتخابات، بينما تُعتبر الولايات الباقية مؤيدة للجهوريين أو الديمقراطيين، ولذلك فإن نتائج التصويت فيها معروفة سلفًا.