يُهيئ المصريون أنفسهم لأن يكون لديهم جيل يحمل طموح المستكشفين، من خلال وضع البذور الأولى للمعرفة لدى الأطفال والشباب من خلال مدينة العلوم الاستكشافية بمصر، في مساحة لا تزيد عن 5 أفدنة بمدينة السادس من أكتوبر جنوبالقاهرة. وقد تحول اسم المدينة من مدينة مبارك للعلوم إلى مدينة العلوم الاستكشافية بعد ثورة 25 يناير، وجعلت هذه المدينة المعلومات العلمية مُجسَمة أمام أعين الزوار، وصورت كل ما هو نظري بشكل ثلاثي الأبعاد وفي شكل رسومات حية.
وتهدف المدينة إلى تحويل العلم بصورته النظرية في الكتب والمجلدات إلى تطبيق عملي أمام الأطفال الدارسين والمهتمين بمجال العلوم التطبيقية؛ مثل الكيمياء والفيزياء والأحياء.
أكدت مها أبو سبع شريف، المدير التنفيذي للمدينة: "إن الهدف من إنشاء المدينة هو تحويل المناهج العلمية إلى واقع معايشة ملموس تفاعلي، بعيدًا عن منهج الحفظ والتلقين الموجود في الكتاب المدرسي".
وأضافت أبو السبع، أن المدينة تتضمن متاحف متكاملة للعلوم الكيمائية والبيولوجية والجيولوجية بينها قاعة الأحياء، والقلب، والفضاء، والفيزياء، وهذه القاعات هي الأكثر إقبالا في الزيارة بين الطلاب، حيث يرغب عدد كبير منهم في تجربة الأجهزة بأنفسهم، واكتشاف كل جهاز على حدة.
وأشارت أبو السبع، أن المدينة لم تخلُ من علوم الآداب، حيث يوجد بها متحف التاريخ الطبيعي المفتوح، والذي يحوي داخله مجموعة من الحيوانات الحية؛ كالغزال والماعز والسلاحف ومجموعة أخرى من الحيوانات المُجسَمة المندثرة من ملايين السنيين كالفيل الإفريقي والدُب القُطبي.
كما أوضحت، أنه يوجد في المدينة العلمية قاعات مجهزة بالفيديو والصوت من أجل شرح ظواهر علمية معينة مع وجود مجسمات أيضًا لتوضيح هذه الظاهرة بشكل عملي، فمثلاً يوجد معروض كبير لمجسم البركان وبجانبه خلفية صوت وصورة حقيقية للبركان.
والجدير بالذكر، أن المدينة العلمية، التي يزورها يوميا قرابة 700 شخص، لا يزورها فقط طلاب المدارس، بل يأتي إليها طلاب الجامعات، كذلك المدرسون ينضمون لقائمة المستفيدين من المدينة، حيث تُعقد دورات تدريبية لمدرسي المواد العلمية مثل العلوم والرياضيات.