قالت مصادر مقربة من مؤسسة الرئاسة إن رئيس الجمهورية محمد مرسى رفض الاستقالة التى تقدم بها عصام العريان من الهيئة الاستشارية، كما رفض سعد الكتاتنى رئيس حزب الحرية والعدالة، طلب العريان إعفاءه من كل مناصبه القيادية بالحزب. وفوض الكتاتنى قبيل مغادرته إلى الأراضى المقدسة لتأدية فريضة الحج أمس العريان لادارة شئون الحزب قائلا: أفوض أخى الفاضل الدكتور عصام العريان، نائب الرئيس، فى إدارة كافة شئون الحزب أثناء غيابى».
وقال مصدر مطلع بحزب الحرية والعدالة « لا يمكن أن نستغنى عن العريان فى أزمة مثل التى يمر بها»، مضيفا أن العريان أراد رفع الحرج عن الحزب ومؤسسة الرئاسة حتى لا يتم الزج بهما فى التحقيقات معه فى قضية تسجيل الرئاسة للمكالمات الهاتفية، وقضية الإعلامية جيهان منصور التى اتهمها بتلقى مبالغ مالية مقابل الهجوم على الاخوان.
واوضح المصدر أن الاستقالة لم تأت كنوع من الغضب من نتائج انتخابات رئيس الحزب التى خسرها العريان، لكن مصادر قيادية بالحزب قالت ل«الشروق»: إن العريان كان يتوقع هزيمته فى معركة رئاسة الحزب نظرا لأن الحزب كمؤسسة انحاز للكتاتنى، الا أن ما أربك العريان، وتسبب فى قرار الاستقالة الذى أعلنه أمس الأول بشكل متسرع دون مشاورة احد فيه، هو الهزيمة الثقيلة التى تم منى بها فى الانتخابات،حيث اكتسحه الكتاتنى بفارق أصوات كبير، فى ظل تأكده حتى قبل إعلان النتيجة بلحظات، انه سيكون هناك إعادة لعدم تجاوز أى منهما نسبة الثلثين، وهو مالم يتحقق.
مصادر أخرى بالحزب أكدت أن العريان تقدم باستقالته حتى يترك الحرية للدكتور الكتاتنى فى توظيفه فى المنصب الذى يراه داخل الحزب، حتى لا يبدو وكأنه مفروض عليه فى منصب نائب رئيس الحزب، الذى كان بالتعيين من قبل مجلس شورى جماعة الاخوان فى المرحلة الانتقالية للحزب.
فى حين أكدت مصادر حزبية بالحرية والعدالة، أن الكتاتنى وافق على استقالة العريان ووقع عليها فى البداية قبل أن يتراجع عن ذلك ويعلن على حسابه الشخصى على «تويتر» أنه لم يتم الاستغناء عن العريان.
وأضافت المصادر أن استقالة العريان من مناصبه شملت عضويته بمجلس شورى جماعة الاخوان أيضا، فيما قال عضو مجلس شورى الجماعة سيد نزيلى، إن العريان لم يتقدم باستقالته بشكل رسمى حتى الآن، لأن ذلك يتطلب تقديمها خلال اجتماع لأعضاء المجلس، وهو ما أكده العريان فى وقت لاحق حيث قال إنه مستمر فى شورى الجماعة.
وشهد مقر الحزب بشارع منصور بمنطقة وسط البلد أمس، اجتماع الكتاتنى بالعريان، قبل أن يتوجه الاخير لمكتب النائب العام للتحقيق معه.