قالت مصادر مقربة من مؤسسة الرئاسة: «إن رئيس الجمهورية محمد مرسي، رفض الاستقالة التي تقدم بها عصام العريان من الهيئة الاستشارية، كما رفض سعد الكتاتني، رئيس حزب الحرية والعدالة، طلب العريان بإعفائه من كل مناصبه القيادية بالحزب». وفوض الكتاتني قبيل مغادرته إلى الأراضي المقدسة لتأدية فريضة الحج، اليوم الأحد، العريان لإدارة شؤون الحزب قائلا: «أفوض أخي الفاضل الدكتور عصام العريان، نائب الرئيس، في إدارة كافة شؤون الحزب أثناء غيابي».
وقال مصدر مطلع بحزب الحرية والعدالة: «لا يمكن أن نستغني عن العريان في أزمة مثل التي يمر بها». مضيفًا أن: «العريان أراد رفع الحرج عن الحزب ومؤسسة الرئاسة، حتى لا يتم الزج بهما في التحقيقات معه في قضية تسجيل الرئاسة للمكالمات الهاتفية، وقضية الإعلامية جيهان منصور التي اتهمها بتلقي مبالغ مالية مقابل الهجوم على الإخوان».
وأوضح المصدر أن الاستقالة لم تأت كنوع من الغضب من نتائج انتخابات رئيس الحزب، التي خسرها العريان، لكن مصادر قيادية بالحزب قالت ل«الشروق»: «إن العريان كان يتوقع هزيمته في معركة رئاسة الحزب، نظرًا لأن الحزب كمؤسسة انحاز للكتاتني، إلا أن ما أربك العريان، وتسبب في قرار الاستقالة الذي أعلنه أمس بشكل متسرع دون مشاورة أحد فيه، هو الهزيمة الثقيلة التي مني بها في الانتخابات، حيث اكتسحه الكتاتني بفارق أصوات كبير، في ظل تأكده حتى قبل إعلان النتيجة بلحظات، أنه سيكون هناك إعادة لعدم تجاوز أي منهما نسبة الثلثين، وهو ما لم يتحقق».
مصادر أخرى بالحزب أكدت أن العريان تقدم باستقالته حتى يترك الحرية للدكتور الكتاتني في توظيفه في المنصب الذي يراه داخل الحزب، حتى لا يبدو وكأنه مفروض عليه في منصب نائب رئيس الحزب، الذي كان بالتعيين من قبل مجلس شورى جماعة الإخوان في المرحلة الانتقالية للحزب.
في حين أكدت مصادر حزبية بالحرية والعدالة، أن الكتاتني وافق على استقالة العريان ووقع عليها في البداية، قبل أن يتراجع عن ذلك، ويعلن على حسابه عبر (تويتر) أنه لم يتم الاستغناء عن العريان.
وأضافت المصادر أن استقالة العريان من مناصبه شملت عضويته بمجلس شورى جماعة الإخوان أيضًا، فيما قال عضو مجلس شورى الجماعة، سيد نزيلي: «إن العريان لم يتقدم باستقالته بشكل رسمي حتى الآن؛ لأن ذلك يتطلب تقديمها خلال اجتماع لأعضاء المجلس». وهو ما أكده العريان في وقت لاحق، حيث قال إنه: «مستمر في شورى الجماعة».
وشهد مقر الحزب بشارع منصور بمنطقة وسط البلد اليوم، اجتماع الكتاتني بالعريان، قبل أن يتوجه الأخير لمكتب النائب العام للتحقيق معه.