خيم التوتر على العديد من المناطق والمحافظات اليمنية، بعد أن أصبح الانفلات الأمني الحاكم على الشارع اليمني، حيث ردت العناصر المسلحة المرتبطة بتنظيم القاعدة في جزيرة العرب باليمن، ونظمت هجومًا اليوم الجمعة بسيارة مفخخة على مقر اللواء 115 بمدينة شقرة الساحلية، مما أسفر عن مصرع ثمانية من جنود الجيش اليمني، وأصيب ما لا يقل عن 16 آخرين بإصابات مختلفة. وقال مصدر أمني يمني، في بيان صحفي له اليوم الجمعة، إن سيارة نوع «شاص» كانت تقل أربعة انتحاريين، تمكنت من دخول المعسكر وتجاوز بوابته الرئيسية، بعد اشتباك قصير مع حراسة المبنى، حيث تمكن عناصر القاعدة من قتل أحد حراس مقر اللواء، بالإضافة إلى قائد الشرطة العسكرية".
وأكد أن، "توقفت السيارة التي أقلت الانتحاريين الأربعة، بالقرب من مستودع للوقود، حيث ترجل منها ثلاثة انتحاريين وانتشروا في المكان، وسط إطلاق نار كثيف، فيما قام سائق السيارة بتفجيرها في المكان".
وقال المصدر، إن: "أحد الانتحاريين تمكن من الصعود إلى مبنى الإشارة في اللواء، وقام بتفجير نفسه وسط مجموعة من الجنود"، لافتًا إلى "اندلاع اشتباك مسلح بين الجنود وبين من تبقى من الانتحاريين، وهما اثنان تمكن الجنود من قتلهما قبل تفجيرهما لأنفسهما".
وأوضح المصدر، في اللواء الذي يتخذ من مقر خفر السواحل مقرًا له، أن "الهجوم خلف ثمانية قتلى وما لا يقل عن 16 جريحًا، بينما تستمر عمليات الإسعاف، أما عن عدد القتلى والجرحى فهو مرشح للزيادة".
ويأتي الهجوم الذي نفذته عناصر القاعدة صباح اليوم، ردًا على العملية النوعية التي نفذتها وحدات وقوات الجيش اليمني تحت إشراف وزير الدفاع، اللواء محمد ناصر أحمد، والتي أسفرت عن مصرع تسعة من أخطر عناصر القاعدة في عملية نوعية.
حيث داهمت وحدات عسكرية يمنية، بالتنسيق مع أعضاء اللجان الشعبية، ورجال القبائل الداعمين للجيش اليمني بمحافظة أبين، تحت غطاء جوي، تساندهم طائرات حربية من قاعدة العند الجوية، بمحافظة لحج، هجومًا أمس الخيمس، على جبل الحبشي بمنطقة الحرور بمديرية جعار بمحافظة ابين جنوب اليمن، أسفر عن مقتل تسعة من أنصار القاعدة.
كما كشف مصدر عسكري، في بيان صحفي له، أنه "تم التعرف على ستة من القتلى التسعة، وهم: القيادي نادر الشدادي، وكمال علي ابكر، ومحمد الشاعر، وعرفات الشاعر، والصوملي، وعوض صالح جمم، بينما لم يتم التعرف على الثلاثة الآخرين نتيجة للتشوهات التي لحقت بهم من جراء القصف".
ورجح المصدر، أن "يكون أمير القاعدة جلال بالعيدي، قد قتل في مكان آخر غير أن التنظيم، ما يزال ينفي المعلومات المتداولة حول مقتله، لكن العملية التي نفذت فجر اليوم، تؤكد أن جلال بالعيدي لم يعد موجودًا في المنطقة التي يتمركز فيها التنظيم، والواقعة بين ابين وشبوة جنوب شرق اليمن، ما يرجح معلومات مقتله في وقت سابق".
تجدر الإشارة إلى، أن هذا الهجوم هو الأحدث ضمن سلسلة هجمات بسيارات مفخخة يقوم بها تنظيم القاعدة ويستهدف وحدات الجيش اليمني في ابين جنوب اليمن.