على مدار ستة مؤتمرات سابقة لليورومنى فى مصر لم يتسن استضافة مسئول من البنك المركزى، كما قال منسق المؤتمر ريتشارد بانكس خلال تقديمه لنضال الأعصر، وكيل محافظ المركزى، وربما ندرة ظهور مسئولى المركزى هى التى دفعت بانكس لطرح أسئلة ساخنة، فى الندوة الافتتاحية لليوم الثانى من المؤتمر حول سياسات سعر الصرف وتأثر التضخم بإعادة هيكلة الدعم ومستقبل المركزى فى حال رحيل محافظه الحالى فاروق العقدة. «بعد أشهر من عدم الاستقرار الاقتصادى.. لدينا الآن قصة نطلعكم عليها»، قال الأعصر فى إشارة إلى إسهام عملية التحول الديمقراطى فى تحسين المؤشرات المالية للاقتصاد بعد أشهر من الاضطراب تلت الثورة، مشيرا إلى أنه بدءا من أغسطس الماضى شهد سوق المال المصرى عودة المستثمرين الأجانب للاستثمار فى أدوات الدين الحكومى، بعد أن عزف هؤلاء المستثمرون عن الديون الحكومية فى الفترة التى أعقبت الثورة.
وعن الجدل الدائر حول مدى تدخل المركزى فى سياسات سعر الصرف فى ظل الضغوط التى عانت منها العملة المحلية مع تراجع الاحتياطى من النقد الأجنبى، علق الاعصر: «أنا أشارك فى اجتماعات لجنة السياسات النقدية وأؤكد لكم أنها لا تستهدف سعرا معينا للصرف» مؤكدا أن المركزى يتبع سياسة واحدة منذ ثمانى سنوات تستهدف سوقا كفئا للصرف، ومضيفا أن المركزى لا يتدخل إلا لمواجهة المضاربات القوية على العملة.
وعلى هامش المؤتمر، قال الأعصر إن البنك المركزى لن يلجأ إلى خفض الجنيه «إلا إذا اضطرتنا الظروف إلى ذلك»، معتبرا أن قيمة الجنيه حاليا تعد مناسبة للظروف الاقتصادية، ونافيا طلب صندوق النقد الدولى خفض قيمة العملة المحلية خلال مفاوضاته مع الحكومة المصرية للحصول على قرض بقيمة 4.8 مليار دولار.
وكان ممتاز السعيد وزير المالية قد أشار مؤخرا إلى أن كرستين لاجارد مديرة صندوق النقد الدولى قد طالبت خلال لقائها برئيس الجمهورية محمد مرسى خفض قيمة العملة المصرية كشرط لحصول مصر على القرض، وأن الحكومة رفضت طلب لاجارد.
وردا على سؤال ريتشارد بانكس حول إمكانية وجود آثار تضخمية لسياسات اعادة هيكلة الدعم، قال الأعصر إن التأثيرات التضخمية تتوقف على الطريقة التى ستتم بها إعادة الهيكلة، متوقعا ألا تكون تلك التأثيرت طويلة المدى، «لا يوجد أمامنا حل أخر غير اعادة هيكلة الدعم» فى ظل ضغوطه القوية على عجز الموازنة، بحسب تعبيره.
السؤال الأخير لبانكس كان عن مستقبل البنك المركزى فى حالة رحيل محافظه الحالى فاروق العقدة، وقال الأعصر إن من أهم إنجازات العقدة منذ توليه رئاسة المركزى كانت الاستثمار فى الكوادر البشرية «لو أنا رحلت عن منصبى فهناك اثنان أو ثلاثة سيقومون بنفس مهامى بدون أية مشاكل وهو نفس الحال فى مختلف القطاعات بالمركزى»، فى اشارة إلى استدامة سياسات المركزى وعدم ارتباطها بشخص العقدة، مضيفا أنه فى حال خروج العقدة من منصبه «سنكون كلنا حزانى ولكن المركزى لديه هيكل مؤسسى ولا يعمل بالأسماء».