وجهت وزيرة الثقافة لدى السلطة الوطنية الفلسطينية، سهام البرغوثي، الدعوة إلى العرب جميعا، وتحديدا الأدباء والمثقفين، لزيارة الأراضي الفلسطينيةالمحتلة، من أجل مساندة الشعب الفلسطيني في محنته، موضحة أن من يتحدثون عن التطبيع مع إسرائيل من خلال زيارتهم إلى "دولة فلسطين العربية"، لن يجدوا شيئا إسرائيليا واحدا، لأنها أرض عربية خالصة، ومن ثم، فإن زيارة السجين لا تعني التطبيع مع السجان.
وأكدت، فى حوارها بمناسبة انطلاق فعاليات "معرض فلسطين الدولي للكتاب"، في دورته الثامنة بعد غد الخميس، أن السياسة الإسرائيلية سعت دوما إلى عزل الفلسطينيين ومحاصرتهم، إلا أنه كان يتعين اغتنام فرصة تنظيم المعرض لكي يتواصل الأدباء والشعراء العرب مع نظرائهم الفلسطينيين، علاوة على عقد اللقاءات الفكرية والأمسيات الشعرية في العديد من مدن ومحافظات الضفة الغربية، للانفتاح أكثر على مختلف الثقافات من شتى البلدان العربية.
وحول أسباب غياب معرض فلسطين الدولي للكتاب منذ أربع سنوات، أوضحت البرغوثي أن الدورة الأخيرة السابعة أقيمت عام 2008 باسم الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش الذي وافته المنية في أغسطس من العام نفسه، أما في العام التالي 2009 فقد كانت القدس "عاصمة الثقافة العربية"، وبالتالي، كان هناك انشغال كبير هذه التظاهرة الثقافية الضخمة التي حالت دون التمكن من الاستعداد جيدا لإقامة المعرض، وجرى التركيز آنذاك على أن تكون القدس حاضرة بقوة في كافة معارض الكتاب ومختلف الفعاليات الثقافية العربية في لك العام.
وقالت: "واجهنا بعد ذلك صعوبات مالية جمة منعتنا من تنظيم المعرض عام 2010، غير أننا قررنا تعبئة كل الطاقات طوال عام كامل لإقامته عام 2011، ولكن التطورات المتلاحقة التي شهدتها المنطقة العربية منذ مطلع عام 2011، والتي أسفرت عن ثورات الربيع العربي، حالت دون تنظيم معرض فلسطين الدولي للكتاب العام الماضي أيضا"، مضيفة، أنه تقرر إقامته بداية الأمر في مايو الماضي، بيد أن الوقت لم يكن كافيا للتنسيق مع اتحاد الناشرين العرب حتى لا يكون هناك تداخل مع معارض الكتاب الأخرى المدرجة ضمن أجندة الاتحاد، فضلا عن الانشغال آنذاك بالمصالحة الوطنية وإنهاء الانقسام الفلسطيني.
وأشارت البرغوثي إلى أن فلسطين شاركت من قبل في العديد من معارض الكتاب الدولية، حيث حلت العام الماضي "ضيفا خاصا" على معرض تورينو الدولي للكتاب بإيطاليا بينما كانت روسيا هى "ضيف الشرف"، وشاركت أيضا في معارض أخرى في أذربيجان وأيرلندا.
وتشارك في الدورة الحالية، التي ستنطلق بعد غد الخميس تحت شعار "فلسطين الدولة 194 وعاصمتها القدس"، 30 دار نشر من الأردن و24 من مصر و17 من فلسطين، بالإضافة إلى المركز الثقافي الألماني الفرنسي، والمركز الثقافي البريطاني في رام الله بالضفة الغربية، وبرنامج الأممالمتحدة الإنمائي، بينما تجتمع 8 دول عربية في دور نشر، فضلا عن توكيلات 150 دار نشر عربية وأجنبية، ومن المتوقع أن يضم المعرض 50 ألف عنوان.
وأضافت، "سوف يعلن أيضا ضمن فعاليات المعرض عن أسماء الفائزين بجائزة القصة القصيرة، وجائزة أفضل مكتبة عامة، بالإضافة إلى حفلات توقيع الإصدارات الجديدة".
مشيرة إلى أنه تقرر إعادة طبع كتاب قصص شعبية للأطفال أصدرته مؤسسة تامر الفلسطينية للتعليم المجتمعي لتوزيعه بالمجان على رواد المعرض من الطلبة فقط".