في زمن يمتلئ بالكثير من فعاليات القبح والازدحام والضجيج، يظل الإنسان في عالمه المعاصر باحثًا عن معالم أخرى، يكتشف فيها أنواعًا متنوعة من الجمال، الذي يعطيه دائمًا تلك الدوافع الحقيقية للعيش والاستمرار، وتجعله يهنأ بما يعيشه من تفاصيل، وهذا الطرح الهام والخطير هو الذي يجعلنا نهتم بمطالعة أحد أهم إصدارات دار العين التي صدرت حديثًا، وهو كتاب "الجمال في زمن القبح" للكاتب "ملاك نصر".
يحاول الكاتب الإجابة عن بعض الأسئلة الشائكة، "كيف يرى الناس أنواع الجمال في زمن كهذا؟ هل عالمنا يعيش "أزمة جمال"؟ وزمننا كزمن للتغيير نحو الأفضل يسعى إلى جمال الناس والمجتمع والسياسة والأخلاق، بعد كل القبح الذي أصاب مساحات كثيرة من حياتنا وربما نفوسنا؛ فالكاتب يحاول اكتشاف الجمال متلمسًا العون من علوم مختلفة كعلم النفس واللاهوت والفلسفة والنقد السنيمائي وعلم الدلالة وغيرها.
ويتخذ الكاتب نموذجين أو أيقونتين في الجمال أو امرأتين تأتيان من عالمين مختلفين: عالم الروح "شولميث" بطلة قصائد سفر نشيد الإنشاد النشيد الأشهر في الحب الرومانسي والعلاقة الحميمة بين الزوجين والروحانية الراقية إلى حد التصوف، وعالم الدنيا: "سندريلا" بطلة القصص الخيالية الشهيرة، والمثال الأشهر للجمال المقهور.
ويتكون الكتاب من ستة فصول مليئة بالمغامرات والأسئلة والغور في مناطق شتى، تحاول الوصول إلى نتائج مرجوة وصائبة.