قال العلامة الصوفى السيد ابن عجيبة الحسنى المالكى رحمه الله (ولا تستوى الحسنةُ ولا السيئةُ)، هذا بيان محاسن الأعمال الجارية بين العباد، إثر بيان محاسن الأعمال الجارية بين العبد وبين الرب عزّ وجل ترغيباً للدعاة إلى الله فى الصبر على إذاية الخلق، لأن كل مَن يأمر بالحق يُؤذَى، فأُمروا بمقابلة الإساءة بالإحسان، أى: لا تستوى الخصلة الحسنة والخصلة السيئة..
●●المعنى من ذلك أن سيد الخلق، سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم) أعظم من أن يساء إليه. وأكبر من أن ندافع عنه فى مواجهة فأر تافه، لايساوى شيئا، ومن أسف أن يكون هذا الدفاع باعتداء، وباعتلاء، أو احتلال سفارة دولة أجنبية، يحتم علينا القانون الدولى حمايتها، كما تحمى كل الدول سفارات مصر فى الخارج.
●● رسولنا الكريم الحبيب، أعظم من هذا كله، أعظم برسالته إلى الإنسانية وبمعجزته الباقية الدائمة.. لكن دعونا نقف لحظة ونرى كيف واجه سيدنا محمد ( صلى الله عليه وسلم ) الإساءة؟
●● هذه القصة نقلا عن موقع الشيخ عبد الغفار الشريف.
●● «كان لمحمد الرسول جار يهودى مؤذ، حيث كان يأتى كل يوم بقمامته ويضعها أمام بيت محمد الرسول، ومحمد يعامله برحمة ورفق ولا يقابل إساءته بالإساءة، بل كان يأخذ القمامة ويرميها بعيدا عن بيته دون أن يخاصم اليهودى، وذلك لأن محمدا كان يعيش لأهداف سامية وأخلاق راقية وهى تخليص البشرية من العناء وإسعادها بعد الشقاء. وفى يوم من الأيام انقطعت أذية الجار اليهودى لمحمد الرسول، فلم يعد اليهودى يرمى القمامة أمام بيته، فقال محمد الرسول لعلّ جارنا اليهودى مريض فلابد أن نزوره ونواسيه، فذهب إليه فى بيته يزوره فوجده مريضا كما ظنّ، فلاطفه بالكلام واطمأنّ على حاله. إنّه نبل الأخلاق وسموّ النفس بل قل عظمة العظماء. اندهش اليهودى من زيارة محمد الرسول الذى جاء يواسيه فى مرضه ولطالما كان هو يؤذيه عندما كان صحيحا معافى، فعلم أنّه رسول الحق ولم يملك إلاّ أن يؤمن برسالة محمد ويدخل فى دين الإسلام فقال: أشهد أن لا إله إلا الله وأنّ محمدا رسول الله.