"المونديال لم يعد حلما" .. "باقي انتصارين في مباراتين ونتأهل قبل مباراة مصر" .. "لمصر القارات وللجزائر المونديال"! هذه هي أبرز تعليقات وسائل الإعلام الجزائرية من صحف ومجلات ومواقع إليكترونية بعد الفوز الثمين الذي حققه "الخضر" خارج ملعبهم بجدارة على زامبيا بهدفين في الجولة الثالثة من مباريات المجموعة الثالثة للتصفيات الأفريقية المؤهلة لكأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا ، والذي وضع الجزائريين على قمة المجموعة بفارق ثلاث نقاط عن زامبيا ، وجعلهم أقرب من أي فريق آخر – بمن فيهم مصر – إلى المونديال ، والحسابات تؤكد ذلك. فالجزائر تخطت في استاد كانكولا الرديء في بلدة شيليلا بومبوي أصعب عقبة لها ، ليس بالتعادل وإنما بالحصول على ثلاث نقاط ، وهي بذلك أيضا نجحت في إزاحة المنتخب الزامبي عن طريقها في صراع قمة المجموعة ، فضلا عن أن الجزائر تتبقى لها مباراتان على أرضها ، الأولى ، هي المباراة المقبلة ، ستكون أمام زامبيا ، والثانية أمام رواندا ، وهو ما يعني أن الجزائريين بإمكانهم رفع رصيدهم بعد هاتين المباراتين إلى 13 نقطة ، مما يعني أنهم سيدخلون مباراة مصر الأخيرة وهم متفوقون بفارق كبير من الأهداف عن "الفراعنة" ، هذا بفرض أن مصر فازت في جميع مبارياتها المقبلة من الأساس ووصلت إلى النقطة 10 قبل مباراة الجزائر ، علما بأن منتخب مصر تتبقى له مباراتان خارج ملعبه ، الأولى أمام رواندا في القاهرة ، والثانية أمام رواندا أيضا في كيجالي ، والثالثة أمام زامبيا في زامبيا. وحتى فارق الأهداف الذي يمكن أن يحسم السباق ، وهو الآن لصالح الجزائر ، مرشح للاتساع لصالح الجزائر في المباريات المقبلة ، بحكم أن الفريق سيلعب أمام زامبيا ورواندا في ملعبه ، وبالتالي سيستطيع توسيع الفارق أكثر مما هو عليه الآن! والاحتمال الوحيد الذي يجب أن تلعب عليه مصر هو أن تحقق زامبيا مفاجأة وتتعادل أو تفوز في مباراتها المقبلة مع الجزائر في الجزائر ، وهو احتمال صعب في ظل الفارق الكبير في المستوى بين الفريقين الذي ظهر في مباراة كانكولا ، فضلا عن أن هذا الاحتمال يعني منطقية عودة الأمل إلى زامبيا في المنافسة على قمة المجموعة ، وبالتالي فإن مباراتها على أرضها مع مصر لن تكون سهلة على "الفراعنة" الذين يجب عليهم الفوز في جميع مبارياتهم المقبلة بلا استثناء ، وبفارق أهداف أيضا ، بما في ذلك زامبيا على أرضها! هذه الحسبة أدركها الجزائريون سريعا ، وهو ما دفعهم بعد انتهاء مباراة زامبيا إلى تبادل التهاني بقرب الوصول إلى المونديال للمرة الأولى منذ عام 1986 ، لأن أقصى ما كان يشغل بال الجزائريين هو دخول مباراة مصر الأخيرة وهم قد ضمنوا التأهل ، وهذا احتمال كبير جدا الآن! وعاشت مختلف المدن الجزائرية بالفعل مساء السبت أجواء احتفالية غير مسبوقة بعد الفوز على زامبيا. وأكد رابح سعدان المدير الفني للمنتخب الجزائري أن منتخب بلاده وضع نفسه على الطريق الصحيح المؤدي إلى كأس العالم ، وقال في تصريحات نقلتها وسائل الإعلام الجزائرية إن الجزائر ابتعدت بفارق ثلاث نقاط أمام زامبيا وست نقاط أمام مصر ، كما أعرب عن شعوره بالفخر لكون فريقه هو الوحيد الذي لم يتعرض لأي هزيمة في مباريات المجموعة حتى الآن ، فضلا عن أن الفوز على زامبيا هو الأول للخضر خارج أرضهم منذ ست سنوات. واعترف سعدان بصعوبة أرض الملعب التي أعاقت حركة لاعبيه ، ولكنه قال إنه لحسن الحظ أن الهدف الجزائري الأول جاء في توقيت مناسب جدا ، في الدقيقة 21 ، بينما جاء الهدف الثاني في وقت كان فيه الفريق الزامبي يقترب من إحراز التعادل. وبعث الرئيس الجزائري عبد العزيز بو تفليقة – أكبر الداعمين للفريق الوطني الجزائري – ببرقية تهنئة لمنتخب بلاده قال فيها : "مرة أخرى يتألق أعضاء منتخبنا الوطني أمام منافس عنيد في مباراة حاسمة أبلوا فيها بلاء حسنا متحلين بروح رياضية عالية وأخلاق سامية ، وقدموا مشاهد كروية رائعة تؤكد كفاءة لاعبينا ومستواهم الرفيع ، وهم يعبرون في ذلك عن شغف جمهورهم بالنصر والنجاح". وجاء صعود المنتخب الجزائري بهدفيه في مرمى زامبيا برأس مجيد بو قرة لاعب جلاسجو رينجرز الأسكتلندي وقدم رفيق صايفي لاعب لوريان الفرنسي وصاحب لقب أفضل لاعب جزائري عام 2008 في الوقت الذي انتكس فيه المنتخب المغربي انتكاسة غير طبيعية ، بينما خسر تونس نقطتين ثمينتين أمام نيجيريا. ففي المجموعة الأولى ، سقط المنتخب المغربي في كمين ضيفه التوجولي وتعادل معه سلبيا في المباراة التي جمعت بينهما في مجمع الأمير مولاي عبد الله بالرباط. وتضاءلت آمال أسود الأطلسي في الوصول إلى كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا بعد أن تجمد رصيدها عند نقطتين من ثلاث مباريات ليحتل المركز الثالث مقابل أربع نقاط لتوجو في المركز الثاني. وتتصدر الجابون المجموعة الأولى برصيد ست نقاط قبل مواجهتها المرتقبة مع الكاميرون ، التي تتذيل الترتيب برصيد نقطة واحدة ، وهي المباراة التي تم تأجيلها إلى الخامس من سبتمبر المقبل لظروف وفاة الرئيس الجابوني عمر بونجو. وكانت لدى المنتخب المغربي فرصة في إحراز هدف الفوز من ضربة جزاء احتسبها الحكم الزامبي كوما ويلينجتون في الدقيقة 32 من لمسة يد من المدافع التوجولي عبد الغفار ماما ، ولكن منير الحمداوي مهاجم ألكامار الهولندي وضع الكرة خارج المرمى! وفي الشوط الثاني تفنن لاعبو المنتخب المغربي في إضاعة الفرصة تلو الأخرى ، في الوقت الذي لم يشكل فيه لاعبي توجو أي خطورة على مرمى نادر المياجري ، لتفقد بذلك المغرب أي أمل لها في التأهل إلى المونديال ، وتضع علامة استفهام كبيرة حول سر النتائج السيئة للكرة المغربية على كافة الأصعدة في السنوات الخمس الأخيرة رغم امتلاء الملاعب الأوروبية بمحترفيها وتعاقدها مع أفضل المدربين العالميين! وفي المجموعة الثانية ، سقط المنتخب التونسي في فخ التعادل السلبي أمام نظيره النيجيري في المباراة التي جمعت بينهما على استاد رادس. ضغط المنتخب التونسي بشدة على الدفاع النيجيري طوال المباراة ، لكنه أخفق في ترجمة الفرص إلى أهداف ، وكانت أبرزها تلك التي أهدرها علي الزيتوني وعمار الجمل وسيف غزال ، ليقتسم الفريقان في النهاية التعادل ، ويحصل كل منهما على نقطة قد تقلب الموازين في المجموعة بعد أن كان الفريق التونسي يستطيع قطع خطة مهمة نحو كأس العالم في حالة حصوله على نقاط المباراة الثلاث من أقوى منافسيه ، نيجيريا. وارتفع رصيد المنتخب التونسي بهذا التعادل إلى سبع نقاط ، ويبقى في صدارة المجموعة الثانية ، بينما رفع المنتخب النيجيري رصيده في المركز الثاني إلى خمس نقاط. وبعد المباراة ، قال البرتغالي أومبيرتو كويلو المدير الفني للمنتخب التونسي إن المنتخب النيجيري لم يظهر بمستواه وكان يبحث عن التعادل. وفي المباراة الأخرى ضمن المجموعة نفسها ، حقق المنتخب الكيني أول فوز له في التصفيات وتغلب على ضيفه موزمبيق 2-1 في المباراة التي جمعت بينهما في مجمع "كاساراني" الرياضي بالعاصمة نيروبي. وافتتح جوليوس أوينو التسجيل لأصحاب الأرض بعد مرور عشر دقائق فقط من بداية المباراة ، قبل أن يسجل جاسبار دومينيجز التعادل لموزمبيق في الدقيقة 49 ، ثم حسم ماكدونالد مارياجا الفوز لصالح المنتخب الكيني في الدقيقة 76 من ضربة جزاء. وحصل المنتخب الكيني بذلك على أول ثلاث نقاط له في المجموعة ليحتل المركز الثالث بفارق نقطتين أمام موزمبيق التي تتذيل الترتيب. وفي المجموعة الخامسة ، انتزع منتخب كوت ديفوار فوزا غاليا من أنياب مضيفه بوركينا فاسو 3-2 في المباراة التي جمعت بينهما في العاصمة أوجادوجو. تقدم يايا توريه نجم برشلونة الإسباني بهدف للفريق الإيفواري في الدقيقة 13 ، ثم أحرز جوناثان بيترويبا لاعب خط وسط هامبورج الألماني التعادل لأصحاب الأرض في الدقيقة 27 ، وتقدم الأفيال بهدف جديد في الدقيقة 53 أحرزه المدافع البوركيني مامادو تال عن طريق الخطأ في مرمى فريقه ، وفي الدقيقة 70 أكمل ديدييه دروجبا نجم تشيلسي الإنجليزي ثلاثية الفريق الإيفواري ، قبل أن يرد مهاجم ماينز الألماني أريستييد بانس بهدف للفريق البوركيني في الدقيقة 78. ورفع المنتخب الإيفواري بذلك رصيده إلى تسع نقاط من ثلاث انتصارات في صدارة المجموعة ، بينما تجمد رصيد بوركينا فاسو عند ست نقاط في المركز الثاني. وفي المجموعة الرابعة ، عزز المنتخب الغاني موقعه في صدارة المجموعة بعد أن تغلب على مضيفه السوداني بهدفين! وارتفع رصيد المنتخب الغاني بذلك إلى تسع نقاط في صدارة المجموعة ، حيث أنه الفوز الثالث له على التوالي ، بينما تجمد رصيد السودان عند نقطة واحدة في المركز الرابع. وافتتح ماتيو أمواه التسجيل للمنتخب الغاني بعد ثلاث دقائق فقط من بداية المباراة ، ثم أضاف الهدف الثاني لمنتخب بلاده بعد ثماني دقائق من بداية الشوط الثاني.