بالصدمة والرعب ، افتتحت أفريقيا مباريات الدور الثالث والحاسم من التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا ، حيث شهدت مباريات اليوم الأول من الجولة الأولى سلسلة من المفاجآت التي كان أبرزها سقوط المغرب "المخجل" على أرضه أمام الجابون 2-1 ، وفوز توجو على أسود الكاميرون بهدف ، وفوز تونس خارج ملعبها على كينيا بهدفين لهدف ، بينما اعتبرت وسائل الإعلام الجزائرية تعادل فريقها خارج ملعبه أمام منتخب رواندا "المتواضع" بدون أهداف بأنه نتيجة مخيبة للآمال. ففي الجزائر ، كانت المشعر والتعليقات متناقضة ، فأغلبها يرى أن التعادل مع رواندا كان مخيبا للآمال ، ونتيجة تعكس عدم جدية "الخضر" في التأهل إلى المونديال ، والقلة رأت أن التعادل لم يكن سيئا كبداية في ظل ظروف اللعب على أرضية ملعب سيئة وفي ظل غياب النجم الأشهر في الجزائر حاليا كريم زياني لاعب أوليمبيك مارسيليا الفرنسي. وذكرت صحيفة "الشروق" الجزائرية في عناوينها عن المباراة أن المنتخب الجزائري حقق "تعادلا مخيبا للآمال" على حساب مضيفه الرواندي المتواضع على استاد أماهورو بالعاصمة كيجالي ، وأعربت الصحيفة عن دهشتها لإهدار الفريق الجزائري عدة فرص سهلة في ظل الدفاع الرواندي "الهش" من بينها كرة في القائم في الشوط الأول لعبد القادر غزال لاعب الجزائر المحترف في سيينا الإيطالي. وانتقدت الصحيفة تراجع مستوى الخضر في الشوط الثاني متأثرين بالضغط الرواندي عليهم ، ونقلت بعد المباراة عن رابح سعدان المدير الفني للجزائر قوله إن فريقه "أهدر فرصة الفوز بالفعل في الشوط الأول" ، ولكنه اعترف في الوقت نفسه بقوة الفريق الرواندي ، وقال إن البدايات دائما تكون صعبة ، وحمل جزءا من المسئولية على سوء أرض الملعب التي وصفها بأنها "ثقيلة جدا ولم تساعد لاعبيه على الحركة" ، وهي التبريرات التي لم تقنع معلق الصحيفة الذي قال : " ولم يكتف سعدان عند هذا الحد ، بل واصل تبريراته ، واصفا الكرات التي لعب بها المنتخب بأنها غير صالحة ، وهو أمر غير منطقي ، باعتبار أن الكرات نفسها لعب بها المنتخب التونسي وفاز في كينيا"!! أما تعليقات زائري موقع الجريدة الجزائرية نفسها على الإنترنت فأبدوا تهكمهم على هذه النتيجة ، وبعضهم قال "من الآن .. مبروك للمصريين" طالما أن هذا هو مستوانا ، وقال آخر موجها كلامه إلى اللاعبين "بهدلتونا" .. بينما شارك العديد من الزائرين المصريين بالتعليق ما بين متهكم على النتيجة وبين ذوي الروح الرياضية الذين حاولوا إقناع الجزائريين بأن النتيجة ليست سيئة إلى هذه الدرجة! ونقلت الصحيفة نفسها عن المدير الفني الكرواتي لمنتخب رواندا توكاتش قوله إن الجزائر فريق كبير ولكنه أفلت من الخسارة. أما صحيفة "الفجر" الجزائرية ، فكانت أكثر هدوءا إذا قالت إن "الخضر" عادوا بأخف الأضرار من رواندا ، وقالت إنهم عادوا بنقطة إيجابية من كيجالي سيكون لها وزن كبير قبل المواجهة الهامة أمام "الفراعنة" في يونيو المقبل. أما وسائل الإعلام التونسية فنقلت سلسلة من تصريحات اللاعبين الذين نجحوا في الفوز بثلاث نقاط ثمينة للغاية بالتغلب على كينيا خارج ملعبهم ، وهي نتيجة تعني أن المنتخب التونسي ستكون له فرصة قوية في تصدر المجموعة لو لعب دائما للفوز خارج ملعبه للحصول على النقاط الثلاث ، خاصة وأن المنافسة مع الفريق النيجيري على قمة المجموعة الثانية لن تكون سهلة على الإطلاق. ونقلت صحيفة "الصباح" التونسية عن عصام جمعة صاحب هدف الفوز الثاني لتونس في المباراة قوله : "فرحة كبيرة أشعر بها لأننا تمكننا من تخطي عقبة كينيا رغم صعوبة المهمة .. ورغم الظروف الصعبة التي واجهتنا قبل اللقاء فإننا نحمد الله على أننا كنا في المستوى المطلوب ، وتمكينا من تحقيق انطلاقة طيبة في هذه التصفيات". وعلقت الصحيفة نفسها بكثير من التعقل على النتيجة بقوله إنه بالفعل انتصار ثمين لكنه لا يحجب النقائص التي ظهرت على الفريق التونسي! أما الصدمة الحقيقية فكانت في الدارالبيضاء ولومي ضمن مجموعة المغرب ، حيث صعب المنتخب المغربي من مهمته في التأهل إلى المونديال وحتى كأس الأمم الأفريقية بخسارته في مباراته الأولى أمام ضيفه الجابوني بهدفين لهدف. بدأ بيير أوبايارنج بالتسجيل للجابون في الدقيقة 34 بخطأ دفاعي فادح من لاعبي المغرب ، وأضاف روجي ماي الهدف الثاني وسط ذهول المغاربة في الدقيقة 45 ، وسجل منير الحمداوي هدف المغرب الوحيد قبل نهاية المباراة بخمس دقائق ، واستحق لاعبو المغرب ومديرهم الفني الفرنسي روجيه لومير سخط الجماهير عقب نهاية اللقاء. أما في العاصمة التوجولية لومي ، فنجحت توجو في قهر المنتخب الكاميروني بهدف أحرزه النجم إيمانويل أديبايور في الدقيقة 11 ، والذي لا يعرف أحد حتى الآن كيف شارك في المباراة وهو مصاب ، ولا يفترض أن يلعب كرة القدم الآن بسبب إصابته وغيابه عن صفوفه فريقه الأرسنال الإنجليزي. وأدار هذه المباراة الحكم الدولي المصري عصام عبد الفتاح. وكانت من أبرز النتائج الأخرى ، تعادل السودان بملعبه في الخرطوم مع نظيره المالي 1-1 ، حيث تقدم النجم فريدريك كانوتيه لاعب أشبيلية الإسباني بهدف في الدقيقة 20 ، وتعادل مدثر الخير للسودان بعد ذلك بأربع دقائق. كما فازت بوركينا فاسو على غينيا 4-2 في واجادوجو في المجموعة الخامسة ، وسجل محمد كيري وسيبيري تراوري وموموني داجانو في الدقائق 23 و29 و53 من ركلة جزاء و66 أهداف بوركينا فاسو ، بينما سجل باسكال فيندونو وكامل زياتي هدفي غينيا في الدقيقتين 61 من ركلة جزاء و86.