ذكرت صحيفة «جارديان» البريطانية، أن استمرار بريطانيا في تصدير تكنولوجيا التجسس المصنعة لديها أصبح محل جدل، بعد أن أقرت الحكومة البريطانية بوضع مزيد من الضوابط على تصدير هذه التكنولوجيا إلى دول الربيع العربي، ومن بينها مصر. وأوضحت الصحيفة، اليوم الأحد، أن تقييد تصدير تكنولوجيا التجسس يأتي من قبل لندن؛ لتخوفها من استخدام هذه التكنولوجيا لقمع الحريات في الدول التي تحكمها أنظمة قمعية، لافتة إلى أن بعض البرامج مثل برنامج «فينفيشر» لشركة جاما لديها القدرة على التسلل إلى أي حاسب آلي، ومن ثم يقوم بنسخ الملفات والتجسس على المكالمات التي تأتي عبر «سكايب» ومتابعة أي نشاط، يقوم به المستخدم.
من جانبه، قال مارتن ميونك مؤسس شركة جاما: "إن تكنولوجيا المراقبة التي تم تصديرها لمصر لم يتم استخدامها لقمع حركة المعارضة المصرية أثناء ثورة 25 يناير" ، موضحًا أن الشركة قامت بتصدير هذه التكنولوجيا للحكومة المصرية، قبل ستة أشهر من هذا الموعد.
وذكرت الصحيفة، أن تقرير اللجان البرلمانية البريطانية لعام 2012، أشار إلى أن النتائج المترتبة على تصدير تكنولوجيا المراقبة إلى الدول العربية، يأتي في مقدمتها إطالة فترة الصراع في البلدان التي تواجه أنظمتها معارضة قوية، وارتفاع مستوى القمع في بلدان ما يعرف «بالربيع العربي»، الأمر الذي دفع تلك اللجان لحجب 158 ترخيصًا، لتصدير الأسلحة إلى البحرين وليبيا ومصر.
واختتمت الصحيفة تقريرها بالقول، بأنه من بين 250 شركة بريطانية تعمل في تصدير تكنولوجيا المراقبة، توجد 62 شركة فقط هي التي تلتزم بالمعايير والضوابط في تعاملها مع أنظمة، قد تستخدم تلك التكنولوجيا لانتهاك حقوق الإنسان، الأمر الذي حدا بالحكومة البريطانية إلى التلميح بأن تصدير أجهزة وبرمجيات المراقبة والتجسس قد يخضع للمزيد من القيود في المستقبل.