شكرا للفريق أحمد شفيق ورجال حملته الرئاسية لأنهم لم يخيبوا ظننا، فقد كشفوا وبسرعة لم نتوقعها عن طبيعتهم والطريقة التى ينوون أن يحكمونا بهم إذا حدثت المعجزة وفاز شفيق. فى أول اختبار حقيقى لشفيق فإن «أول القصيدة كان كفرا».
القصة باختصار لمن لم يتابع تتلخص فى أن الزميل خالد عز العرب كبير مراسلى قناة ال«ى.بى.سى» البريطانية أجرى حوارا مع شفيق وسأله عن رأيه فى قضايا كثيرة.
بعد نهاية الحوار المسجل شعر أعضاء حملة شفيق أن مرشحهم ربما يكون قد «لخبط أو خبط فى الحلل» خصوصا بشأن علاقته بمبارك وحسين طنطاوى لذلك طلبوا من خالد عز العرب شريط المقابلة.
وطبقا لتسريبات صحفية، فإن الأمر وصل لحد احتجاز فريق «بى. بى. سى» فى منزل شفيق بالتجمع الخامس، وأن شفيق بنفسه قد تدخل لإقناع طاقم القناة بتسليم الشرائط على وعد بإجراء حوار جديد بعد 11 فبراير المقبل.
فريق حملة شفيق يصر على أن المشكلة فنية فقط وتتعلق بالصوت غير الواضح والاضاءة الخافتة. لكن عندما يكون كلام ال«بى. بى. سى» فى كفة وكلام حملة شفيق فى كفة أخرى، فإن الأمر لا يحتاج لعناء كبير لكى نعرف الحقيقة.
شفيق وحملته تصرفوا مع ال «بى. بى. سى» بطريقة طبيعية جدا من وجهة نظرهم، لأنهم باختصار لا يزالون يعيشون فى حقبة حسنى مبارك، لا يعرفون أن الثورة قد قامت. لهذا السبب تحديدا يمكن تفهم قول شفيق انه وحده يملك حق إذاعة أو منع إذاعة الحوار.
قد يكون شفيق يفهم فى الضربات الجوية لكن المؤكد انه ليس خبيرا إعلاميا، وإلا ما ذهب بقدميه الى قناة «اون تى فى» مارس الماضى ليلاقى حتفه السياسى هناك.
فى اللحظة التى يقرر فيها السياسى التحدث الى وسيلة إعلامية، فإن كلامه قد صار ملكا لهذه الوسيلة، خصوصا اذا كان الكلام موثقا.
بعض الوسائل تلجأ أحيانا لاخطار المصدر بأنها سوف تذيع أو تنشر الحوار أو القصة كنوع من «أخلاقياتها المهنية» وليس باعتباره حقا اصيلا للمصدر.
فى عهد مبارك كان يمكن لشفيق أو لغيره أن يضغط على صحيفة أو محطة تليفزيونية لكى لا تنشر ما لا يعجبه، الآن يصعب ضمان ذلك، لأن المناخ اختلف، مبارك نفسه يحاكم بتهمة القتل، هناك قوة جديدة اسمها الشعب.. لكن تفكير «المباركيين» لا يستطيع تقبل هذه الحقيقة.
هل فكر شفيق ورجال حملته فى خطورة تصرفهم مع فريق بى بى سى.. ألم يشعر أحدهم أن ما فعلوه طبقا لما نشر يكاد يصل الى حد الانتحار السياسى للحملة؟!.
إذا كان شفيق يرى أن رأيه الحالى فى مبارك أو فى المشير قد يؤدى الى كوارث سياسية كما تردد فإلى متى سيخفيه، ولماذا لم يعلن هذا الرأى للشعب الذى يسعى الى كسب أصواته؟!.
شفيق لمن نسى كان رئيس الوزراء المسئول عندما وقعت موقعة الجمل، وهو يتحمل المسئولية السياسية عنها بامتياز.
غالبية الشعب التى اسقطت كل رموز النظام السابق فى الانتخابات الاخيرة لن يستطيع شخص مهما كان أن يخدعها، لكن القلة التى لا تزال مخدوعة وتصدق الحاجة ماجدة وعكاشة عليها أن تتأمل ما فعله شفيق وفريق حملته مع ال«بى بى سى».
يا سيادة الفريق عليك أن تعتذر لكل الإعلاميين عما حدث مساء السبت الماضى، ثم وهذا هو الأهم عليك أن تعيد تقييم الموقف بأكمله بعد نتائج الانتخابات البرلمانية الأخيرة.