سيكون عقاب فريق النجم الساحلى عنيفا وقاسيا، أرجو ذلك من الاتحاد الإفريقى. أرجو ألا ينظر الاتحاد فى صفحة اللوائح ويقرر عقابا ينسجم مع تلك اللائحة التى صيغت قبل زمن الانحطاط الرياضى، على الاتحاد الإفريقى اتخاذ قرارات تتواءم مع المصيبة التى باتت عليها كرة القدم المحلية والإفريقية كى يدرك جمهوره أن ثمن الهمجية والفوضى باهظ. لقد شاهدت ما جرى، وأسفت على حال جماهير الكرة التونسية والعربية التى ظنت أن الثورة تعنى الفوضى. وأن الحرية هى أن تفعل ما تشاء، وأن تؤذى الغير، وأن تعتدى وتضرب لأن فريقك خسر مباراة. الحرية لا تعنى عدم احترام النظام والقانون. اليوم أتمنى أقصى عقوبة ممكنة للنجم الساحلى، ليكون عبرة لغيره من الفرق ومن الجماهير التى تفسد علينا متعة الرياضة وجمال كرة القدم، وهم قلة تتحكم فى رغبات الملايين. وبمناسبة تلك الفوضى، هناك مثلها فى ملاعبنا. ومن أسف أن الشخصيات التى تقود مسيرة اللعبة والرياضة تلعب لعبة شد الحبل مع بعضها البعض، وتزيد من الاحتقان بقرارات وبتصريحات تنطق بعدم المسئولية. فعندما قررت المحكمة الرياضية الدولية بعودة المصرى، وأعلن النادى أنه لن يشارك فى دورى هذا العام احتراما لأسر شهداء موقعة مباراة الأهلى، أسرعت اللجنة التى كانت تدير كرة القدم بتحذير المصرى باللائحة. وبأنه سوف يهبط إلى الجب، إلى الجحر، أو سيلقى به إلى اليم، إلى الدرجة الرابعة.. وكان واجبا أن يكون القرار بالحوار وبالدراسة وبكياسة وبسياسة فى أزمة رياضية وإنسانية لم تشهدها مصر من قبل. وبالمقابل رد الأهلى بالوعيد وبالتهديد، ووصلنا الآن إلى مرحلة عناد على حساب الرياضة وعلى حساب اللعبة. وهذا على الرغم من شكوى الأندية من إفلاسها، ومن احتمالات تشريد لاعبيها وأجهزتها. فأين عقلكم، وأين الحكمة فى إدارة الأزمات الكبرى، وكيف تتعاملون كأنكم أشخاص يتخاصمون.. أنتم جميعا جيل يستحق أن يحاسب، وأن يرحل فورا عن الرياضة المصرية لسوء الإدارة وسوء التصرف وسوء القيادة.. ويوم تفلس أنديتكم، ويوم تضيع الرياضة بسببكم، ويوم يزيد الاحتقان فى أوساط جماهيركم ويسقط ضحايا مرة أخرى ستكونون جميعا فى قفص الاتهام ومعكم كل إعلامى يصب البنزين على النار حتى يكون مقروءا أو مشهودا.. وهذا القفص يتسع للكثيرين من الذين أشعلوا الاحتقان طوال سنوات دون حساب؟
أيها الزمن وأيها العصر سجل أسماء هؤلاء جميعا، سجلهم واحفظهم، فسوف يكونون مسئولين عن نكبة الرياضة وكرة القدم فى مصر، سجلوا الأسماء، واحفظوها، وحاسبوا أصحابها ولو بعد عشر سنوات، وسجلوا كل من يمارس الفوضى ويضرب القانون ويكسره، تحت دعاوى مثالية وهمية، وتحت شعار: لأننا نحب نادينا وفريقنا، وهو الحب الذى يقتل ويفسد، ولا يمكن أن يكون حبا.. أكتب قبل مباراة الزمالك ومازيمبى. وكنت طوال أيام أتابع تهديدات ألتراس الزمالك باقتحام الملعب. وقبلها تابعت تدخل الألتراس فى عمل الإدارة، وهو تدخل مرفوض على الرغم من تسجيلى لأخطاء كثيرة وقعت فيها إدارات الزمالك منذ عقود.. وسوف يدفع الزمالك الثمن فى النهاية، وسيكون ثمنا باهظا ومؤسفا.. ومنكم لله جميعا..