قالت صحيفة جارديان البريطانية فى افتتاحيتها أمس إن الرئيس المصرى، محمد مرسى (إخوان مسلمين)، أظهر نفوذه فى ظل احتجاجات القوى العلمانية اليومية فى الداخل ومواجهة الشكوك الكبيرة فى الخارج بقراره إرسال مقاتلات لمهاجمة متشددين إسلاميين فى شبه جزيرة سيناء، مشيرة إلى أن هذه هى المرة الأولى التى يستخدم فيها سلاح الجو المصرى فى سيناء منذ حرب أكتوبر 1973 مع إسرائيل. أيضا تطرقت الصحيفة إلى القرار الذى اتخذه الرئيس مرسى مساء أمس الأول بإقالة مدير المخابرات العامة، ورئيس الحرس الجمهورى، وقائد الشرطة العسكرية، ومحافظ شمال سيناء، ورئيس قطاع أمن القاهرة، معتبرة أنه يسعى جاهدا من خلال هذه الإجراءات لترسيخ حكم مدنى بعد شهرين من انتخابه خلفا للرئيس حسنى مبارك، وهو ما وصفته ب«الخطوات الجريئة».
ورأت أن هذا التحرك الرئاسى جاء ردا على أكبر تحد يواجه الرئاسة حتى الآن، وهو الهجوم عبر الحدود فى شبه جزيرة سيناء مساء الأحد الماضى، والذى أودى بحياة 16 جنديا مصريا. ومضت قائلة إن مرسى، وعلى غرار جماعة الإخوان المسلمين، رأى أن الوقت قد حان لاتخاذ إجراءات من أجل تفادى مواجهة مفتوحة مع إسلاميين ينحدرون من الأصول الأيديولوجية ذاتها التى تخلت عنها جماعة الإخوان منذ عقود.
واعتبرت «جارديان» أن الهجوم على قوات حرس الحدود المصرية بالنسبة لمرسى ليس فقط هجوما على إسرائيل، بل إنه هجوم على الدولة المصرية ذاتها، وإنه يمثل تحديا للسيادة المصرية فى واحدة من أكثر المناطق حساسية، وهى شبه جزيرة سيناء، التى أصبحت منطقة منزوعة السلاح بدرجة كبيرة بعد توقيع معاهدة السلام بين الجانبين عام 1979.
ورأت أنه بالرغم من الاضطرابات الأمنية فى سيناء، فإنه «قد تكون هناك نتائج إيجابية للأزمة الراهنة، حيث إن الحملة الأمنية على الجانب المصرى للحدود يمكن أن تعيد الأوضاع إلى طبيعتها عند المعبر الحدودى فى رفح وإغلاق الأنفاق مع قطاع غزة، الذى تسيطر عليه حركة المقاومة الإسلامية (حماس إخوان مسلمين) منذ يونيو 2007.
ثم تطرقت إلى الجانب الإسرائيلى قائلة إنه ربما يعيد التفكير فى الرفض التلقائى لمطلب مصر بإعادة التفاوض على بنود معاهدة كامب ديفيد من أجل إعادة السيطرة العسكرية المصرية على شبه جزيرة سيناء، وذلك بالأخذ فى الاعتبار أن إسرائيل كانت تسمح فى بعض الحالات الطارئة بصورة غير رسمية بتخفيف بعض القيود على القوات المصرية المنصوص عليها فى المعاهدة، مشيرة إلى أن هناك اتصالات بين قيادة الجيش المصرى والإسرائيلى.