نظمت قوى فلسطينية في غزة، اليوم الخميس، حفلا لتأبين شهداء الجيش المصري الذين قضوا إثر هجوم مباغت يوم الأحد الماضي، معربين عن تعازيهم لأسرهم وللقيادة المصرية. بدأت مراسم التأبين بالسلام الجمهوري الفلسطيني، والوقوف حدادا على الشهداء الذين اعتبرهم مقدم الحفل "شهداء للقضية الفلسطينية"، وشارك في الحفل الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، وحزب الشعب الفلسطيني، والمبادرة الوطنية الفلسطينية.
من جانبه قال طلعت الصفدي عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني: باسم فلسطين نؤبن شهداء رفح المصريين، فقد روعتنا المجزرة الوحشية التي ارتكبتها العصابات الإرهابية المتطرفة في سيناء، ونتقدم للشعب والجيش المصريين ولأهالي الشهداء بأحر التعازي، مضيفا: "إننا جميعا فلسطينيون وعرب تتطلب منا هذه الظروف وقفة من النفس دون تحميل المسئولية لبعضنا وإلقاء الاتهامات جزافا، دون بحث عن المسئول الحقيقي وراء هذه المجازر والمستفيد الوحيد الذي هو إسرائيل.
وأضاف: يجب على الجيش المصري اتخاذ اللازم لفرض السيادة المصرية على كامل التراب السيناوي الذي اتخذه بعض المطلوبين والإرهابيين ملاذا آمنا لممارسة الإرهاب وإثارة الفوضى وعدم الاستقرار وعمليات تهريب السلاح والمخدرات، وعلى القادة المصريين معرفة أن الأمن القومي الفلسطيني هو جزء من الأمن القومي المصري، ولا بد من ملاحقة كل عنصر مخرب يحاول المساس بأمن مصر.
واتهم الصفدي إسرائيل بالوقوف وراء الهجوم قائلا: "والشك كل الشك في إسرائيل التي طلبت من رعاياها ترك سيناء قبل حدوث المجزرة، كما برأ الفلسطينيين من محاولة المساس بالأمن القومي المصري قائلا: "نحن كفلسطينيين ندرك خطورة هذه العملية، فالإرهاب لا دين له ولا وطن له".
الصفدي طالب السلطات المصرية بتفعيل دور الأزهر الشريف في مواجهة الجماعات المتطرفة دينيا، وعدم تحويل سيناء كبؤرة لتجمع الخارجين عن القانون من تهريب وإرهاب ومخدرات وأسلحة وكافة أعمال الإجرام، لافتا إلى ضرورة عدم سوق الاتهامات دون دليل إلى الشعب الفلسطيني بأنه وراء عدم الاستقرار الأمني في سيناء.
يذكر أن هجوما شنته عناصر إرهابية مساء يوم الأحد الماضي ضد قوة من حرس الحدود المصري بمدينة رفح على الحدود الشرقية للبلاد، ما أسفر عن استشهاد 16 جنديا وضابطا، وجرح 7 آخرين، فيما تمت مواراة أجسادهم الثرى يوم الثلاثاء بعد تشييعهم في جنازة عسكرية وشعبية مهيبة.