باتت دولة ميانمار بجنوب شرقى آسيا فريسة لأعمال العنف الطائفية، التى رغم كونها «شأنا داخليا، إلا أنها تسبب صداعا لدول العالم الخارجى تحسبما لتنامى خطر الإرهاب الدولى، ولا سيما من تنظيم القاعدة وحلفائه، بدعوى وجود «حرب على الإسلام»، وفقا لصحيفة «فورين بوليسى». ونشبت أعمال العنف بين المسلمين من عرقية الروهينجا «أقلية» والبوذيين بمدينة أركان إثر اغتصاب وقتل امراة بوذية فى مايو الماضى، الأمر الذى اتهم فيه مسلمون؛ ليندلع العنف، ويُقتل آلاف المسلمين، ويجبر عئرات الآلاف على النزوح.
ورغم بشاعة هذا العنف لم تلتف إليه أنظار العالم، فمثلا قليلا ما تقول العواصمالغربية «أوقفوا سفك الدماء فى ميانمار»، بل إن واشنطن قررت رفع العقوبات المالية المفروضة على الديكتاتورية العسكرية الوحشية فى ميانمار. فيما ندد مسلمو العالم، ولا سيما عبر شبكات التواصل الاجتماعى، بهذه الوحشية بحق الروهينجا الذين لا تعترف بهم السلطات كمواطنين.
وحذرت مؤسسة كوليام، المناهضة للإرهاب ومقرها لندن، من خطر قضية الروهينجا التى يمكن للجماعات الإسلامية المتطرفة استغلالها لتبرير رد فعل عنيف قد يصعد من هذه الأزمة، بحجة أن هناك «حربا عالمية ضد الإسلام». إذ أعلنت حركة طالبان الافغانية فى بيان لها الشهر الماضى أن ما يحدث فى مانيمار لم يشهده التاريخ من قبل، وألقت إيران اللوم على دول العالم بسبب تجاهل قضية مسلمى الروهينجا، وانتقد الامين العام لحزب الله اللبنانى، حسن نصر الله، قبل أيام «الأعمال الوحشية بحق مسلمى ميانمار». وحتى الآن لا مؤشرات على صلة بين مسلمى ميانمار وأى حركات متطرفة فى العالم، وليس من المتحمل توجه «إرهابيين» إلى مدينة أركان بميانمار. وقد دعت «فورين بوليسى» كلا من الولاياتالمتحدة وأوروبا وأستراليا للضغط على حكومة ميانمار لتطبق الاعراف الدولية بشأن حماية الأقليات، وإلا سيكون العنف الدائر ذريعة لمواصلة العمليات الارهابية حول العالم.