اضطر الأطباء وجميع العاملين بمستشفى المنصورة الدولى، إلى الدخول فى إضراب عن العمل، وإغلاق قسم الاستقبال، بعد تعرضهم لاعتداءات كثيرة من قبل أسر المصابين، والمرضى، وبعض البلطجية. كان 5 من أفراد الأمن بالمستشفى أصيبوا أمس الأول، فى معركة بالأسلحة النارية والبيضاء، بعد قيام أكثر من 50 شخصا من أسرة أحد المرضى بالهجوم على قسم الاستقبال بالمستشفى، وأطلقوا الخرطوش داخل القسم، مما أصاب أحد العاملين بالمستشفى بإصابات خطيرة ودخوله فى غيبوبة، فيما تمكنت الأجهزة الأمنية من القبض على ثلاثة من المعتدين.
وروى أحد أفراد الأمن جزءا من الجريمة، فقال: «فوجئنا أثناء استقبال حالات الطوارئ بمحاولة اقتحام أكثر من 50 فردا من أهالى أحد المصابين فى حادث سيارة بالمحلة للمستشفى، ومحاولة الدخول معه بالقوة، مما أصاب زميلنا أحمد عاطف عبد العزيز بإصابات بالغة فى رأسه، ودخوله فى غيبوبة، كما أصيب أربعة، من باقى أفراد الأمن.
وأضاف، أن ضابط الجيش المكلف بحراسة المستشفى والفرقة التابعة له، قاموا بالتصدى لهم، إلا أن الأهالى قاموا بمهاجمته وإصابته، فقام الجنود بإطلاق أعيرة نارية بالهواء فى ساحة الاستقبال لفض التجمع، ولم تنتهِ الجريمة إلا بحضور عميد شرطة ومعه قوة كبيرة، وألقى القبض على ثلاثة منهم، قبل أن يلوذ الباقون بالهرب.
وقالت حركة «أطباء بلا حقوق المنصورة»، إن تأمين المستشفيات أصبح ضرورة ملحة، كى يتمكن الأطباء من العمل فى هذا المناخ غير الآمن.
وأرجعت الحركة، فى بيان لها أمس، سبب الاعتداءات المتكررة على المستشفيات إلى سوء مستوى الخدمة الطبية، التى تقدم للمريض وتراجع مستوى المستشفيات، مما يدفع المرضى وأسرهم للاشتباك مع الفريق الطبى الذى لا يمتلك أى إمكانات تتيح له تقديم خدمة حقيقية للمرضى».
وترى الحركة أن انخفاض ميزانية الصحة السبب الرئيسى لاستمرار الاعتداء على المستشفيات، ففى أسبوع واحد تم الاعتداء على مستشفيات الجامعة والدولى مرتين، وشربين ودكرنس، مما يعنى ضرورة إيجاد حل لتأمين المستشفيات يوفر وحدات تأمين ثابتة، وزيادة ميزانية الصحة إلى المعايير العالمية للارتقاء بمستوى الخدمة المقدمة».
وأجمع أطباء المستشفى على أنهم فشلوا فى إقناع أسرة المرضى، وأن عدد المرافقين يجب ألا يزيد على ثلاثة أشخاص، لكنهم رفضوا ذلك، واقتحموا المستشفى بأعداد كبيرة، وأطلقوا الخرطوش فى المستشفى، وأشهروا الأسلحة البيضاء فى وجوهنا، ليتحول قسم الاستقبال إلى ساحة حرب ورعب ودماء.