حصلت «الشروق» على نص تحقيقات النيابة العامة بمحافظة الإسماعيلية فى قضية مقتل طالب الهندسة بالسويس، أحمد حسين عيد، والتى حملت رقم 2577 لسنة 2012، المتهم فيها كل من عنتر عبدالنبى سيد أحمد ومجدى فاروق معاطى أبوالعينين ووليد حسين بيومى. وتنشر «الشروق» الجزء الأول من التحقيقات، التى تولاها وأشرف عليها المستشار مجدى الديب، المحامى العام الأول، لمدن القناة وشمال سيناء، والمستشار أحمد عبدالحليم المحامى العام لنيابات السويس، ويتضمن اعترافات المتهم الثانى مجدى فاروق.
وقال المتهم إنه ينتمى للتيار السلفى «شكلا» وليس موضوعا، موضحا أنه لا ينتمى إلى حزب أو جماعة دينية بعينها، لكنه يحرص على متابعة خطب ودروس شيوخ السلفية.
وأضاف أن عقيدته فى «الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر» تجعله يبتعد عن نصح من هو أقوى منه جسمانيا، وذلك «درءا للمفاسد وتجنب الأذى»، أما إذا كان الشخص أضعف منه جسمانيا فيجوز نصحه بالكلام أو بالقوة، مشيرا إلى أنه فى حال عجزه عن نصح الشخص أو تقويمه يلجأ إلى إبلاغ الشرطة، لافتا إلى أنه والمتهمين توجهوا للمجنى عليه لأنهم يستطيعون السيطرة عليه ومواجهته جسمانيا.
وسألت النيابة المتهم مجدى فاروق عما يمكن أن يفعله إذا وجد تاجر مخدرات يبيع بضاعته أمام منزله، وقال المتهم إنه سيوجه له النصح فقط، لأنه لن يستطيع مواجهته، وقد يتعرض للأذى من التاجر، لذا يتجنب مواجهته درءا للمفسدة، وأن دوره فى هذه الحالة إبلاغ الشرطة عنه.
وعن واقعة الجريمة، قال المتهم إنه اتفق فى ليلة الحادث مع عنتر والشيخ وليد واستقلوا دراجة نارية، وأثناء مرورهم فى شارع الجيش رأوا بحديقة شابا وفتاة فى وضع مخل. مضيفا:
«أنا ما قتلتش حد، والولد ده كان بيتخانق معانا إحنا الثلاثة علشان كنا بنقول له بما يرضى الله عيب قعدته مع بنت فى مكان زى اللى كانوا فيه، لكن فوجئنا بأن الولد ثار وهاج علينا، وأنا خلال قيامى بالمشادة مع القتيل رأيت فى يد زميلى عنتر، المتهم الثالث، سلاح أبيض شبه الخنجر، وقام بالإمساك بالولد، وخلال هذه اللحظات البنت حاولت تهرب من المكان، وأنا جريت وراها علشان أطلب لها الشرطة وخلال ذلك سمعت الولد بيقول (أى أى) ورأيت الدماء تخرج من قدم الولد وبنطلونه، ثم قمنا بالهروب من المكان بمنتهى السرعة أنا والشيخ وليد والشيخ عنتر، ثما ظللنا نسأل عن الولد ولم نتوقع أنه سوف يتوفى، ولكن علمنا فى النهاية خبر وفاته».
وأضاف: «بعد إصابة الشاب لم نكن نتصور أنه سيموت وقلنا لبعضنا الولد أصيب بجرح صغير، ثم ذهبنا إلى المسجد وعندما ذهبنا إلى المسجد وبدأنا الصلاة بدأ عنتر يبكى وهو يصلى بشكل مستمر حتى قارب على الانهيار، وكان متأثرا جدا لأنه طعن الشاب ولم نكن نعلم وقتها أن الشاب سوف يموت».
وأضاف المتهم أنه قبل الحادث كان قد أوقف عن العمل، حيث يعمل مراقب نظافة بجهاز التجميل والنظافة، وذلك بسبب تقديم عدد من العمال شكوى ضده، متهمينه بأنه يشغلهم لحسابه الخاص ويحصل على أموالهم وهو ما نفاه المتهم، والذى أكد انه بعد هذه الشكوى فوجئ بمديره فى العمل يتشاجر معه، بعدها أوقفته إدارة الشئون القانونية عن العمل.
وقال المتهم إنه حاصل على شهادة دبلوم صنايع عام 1996، وأنه لم يدرس أى دراسات دينية، لكنه كان يحضر دروس شيوخ السلفية منذ عام 2005، فى مساجد عدة مثل مساجد النبى موسى والجمعية الشرعية والسلام وإسماعيل مبارك وزيد بن الحارثة والحرمين، مؤكدا أن مركز تجمعه مع المتهمين بالقضية كان مسجد النبى موسى بحى السويس.
وأكد المتهم، أنه ينتمى للتيار السلفى شكلا وليس موضوعا، أى انه يتبع السلفيين لكنه ليس عضوا بينهم، وانه يتبع السلف الصالح ويدرس الدين.
وأشار المتهم إلى انه يتدخل بالنصح والإرشاد عندما يرى رجلا وامرأة داخل مكان عام فى وضع مخل، أما إذا رأى بلطجيا فإنه لا يتدخل تجنبا للاعتداء عليه، ويكتفى بإبلاغ الشرطة عنه، حتى تمنعه من ممارسة الفعل الفاضح، وفق ما قال.
وأكد المتهم، أن دافعه إلى تقديم النصح للمواطنين هو أن تعاليم الإسلام والقرآن والسنة، تنص على ضرورة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر، مؤكدا أن مشايخه علموه أن الأمر بالمعروف يكون بالمعروف وأن منع المنكر يكون بغير منكر، وأن درء المفاسد مقدم على جلب المصالح.
وأوضح المتهم أن أساس الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر هو النصح، مبينا أن استعمال اليد بالضرب البسيط يكون على من يكون لك عليهم ولاية مثل الأبناء والزوجة، ويجوز التدخل باليد فى حالة وجود مفاسد والدفاع عن أرواح المواطنين، مؤكدا أنه إذا رأى أى فعل فاضح فى الطريق العام، بين رجل وامرأة فإن من حقه التدخل، مشيرا إلى أنه فعل ذلك كثيرا فى حالات مشابهة، وان المناطق التى يمارس فيها نشاط النصح بالقول أو الفعل، فى السويس عند الكورنيش القديم والجديد وأيضا مدينة بورتوفيق.
وكشف المتهم، أنه تعرف على المتهمين بالقضية، وليد حسين وعنتر عبدالنبى، أثناء الاعتكاف بمسجد النبى موسى المجاور لمطافئ السويس، وأكد أنهم ارتبطوا بهذا المسجد منذ أن تعارفوا، وأنهم اتفقوا على «نصح الناس وإرشادهم عن طريق الأمر بالمعروف، لأن هذه هى تعاليم الدين التى تربينا عليها وتعلمناها من شيوخنا».
وأضاف المتهم مجدى، «لماذا ينظر الناس إلينا على أننا متشددون بالرغم من أننا متدينون، وهذا خطأ.. نحن ننصح المواطنين منذ سنوات ولسنا متشددين».
مفهوم السلفية عند مجدى: تقصير الثوب وتحريم الموسيقى ومنع الاختلاط
أوضح المتهم مجدى فاروق، فى التحقيقات، مفهومه للمنهج السلفى، وقال إنه يعنى اتباع تعاليم الله وما ورد بالقرآن والسنة الصحيحة للرسول عليه الصلاة والسلام، والحفاظ على الفروض والالتزام باللحية وإطلاقها ومساواة الشارب، وتقصير الثوب سواء كان جلبابا أو بنطلونا، وعدم الاستماع للموسيقى أو الغناء، والامتناع عن مشاهدة التليفزيون أو السينما، وعدم النظر إلى النساء الأجنبيات، وعدم مصافحة النساء بأى شكل، وعدم التعامل مع البنوك الربوية.
وقال المتهم: إنه يرى أن الاختلاط المباح، بين الجنسين، يكون فى العمل والدراسة، لكن لا يجوز لشخص أو سيدة أن يجلسا معا فى كافتيريا أو فى الجامعة طالما كانت المرأة أجنبية عن الرجل، كما أنه لا يجوز شرعا لهما التواجد فى الحدائق العامة أو المتنزهات.اتهامات النيابة: الجناة أداروا جماعة للاعتداء على الحريات بوسائل الإرهاب
وجهت النيابة العامة للمتهمين تهم قتل المجنى عليه مع سبق الإصرار، وتبييت النية للاعتداء على كل من لا ينصاع لفكرهم الدينى المتطرف، تنفيذا لأغراض جماعة دينية، تصف نفسها بأنها تدعو للأمر بالمعروف والنهى عن المنكر.
كما جاء فى الاتهامات، أن المتهمين أداروا، على خلاف أحكام القانون، جماعة الغرض منها الاعتداء على حريات المواطنين وعلى حقوقهم الشخصية التى كفلها الدستور والقانون، وأضافت النيابة «كان الارهاب من الوسائل التى استخدموها لتنفيذ أغراضهم، كما قام المتهمون باستخدام القوة تجاه المجنى عليه ومرافقته وترويعهما والتأثير فى إرادتهما لفرض فكر الجماعة الدينية المتطرفة.