ابتعدت عن قرطاج لأن روتانا اختزلت الغناء المصرى فى عمرو وشيرين أنا مع حرية الإبداع بدون عرى.. والوقت جاء لگى تصلح القنوات الغنائية ما أفسدته حوار مصطفى يحيى ما أحلى أن تتبوأ الاصوات الجادة مقدمة صفوف المطربين وتزين اسماؤهم برامج أهم المهرجانات فى عالمنا العربى بعد أن احتلته لسنوات أنصاف المواهب.
المطرب الكبير هانى شاكر أحد الأصوات التى تعرضت لظلم كبير على مستوى المهرجانات العربية التى سيطرت عليها شركات الإنتاج وأصبحت هى الحاكم والمتحكم فى كل صغيرة وكبيرة وبالتالى ابتعد لأن هانى شاكر وشريحة أخرى من المطربين لم يقدموا فروض الولاء والطاعة لهذه الشركات تعرضوا للمقاطعة غير المعلنة من هذه المهرجانات.
أحد هذه المهرجانات هو مهرجان قرطاجالتونسى والذى يعود إليه هانى شاكر بعد غياب وليس هانى فقط هو الصوت المهم الذى يعود إليه هناك أسماء أخرى كثيرة سألت هانى شاكر عن تلك العودة وعن استعداده لإحياء أول حفل له فى مصر بعد رحيل ابنته قل عامين تقريبا وهو حفل افتتاح مهرجان الموسيقى العربية يوم 12 يوليو المقبل بمدينة الإسكندرية. وعن أمور أخرى تهم مستقبلنا الغنائى.
قال الحمد لله إن إدارة مهرجان قراج الحالية وكذلك وزير الثقافة التونسى لم يكرروا ما كان يحدث فى الماضى. حيث كانت إحدى الشركات تفرض سيطرتها على قرطاج هذا المهرجان العريق الذى ساهم فى إثراء الحياة الغنائية العربية. حيث وضعت الإدارة الجديدة يدها على الأسماء الجادة التى ظلت صامدة وحاربت كل ألوان الغناء الهابط الذى سيطر على ساحتنا الغنائية منذ سنين طويلة جعلتنا نفقد الأمل فى كل شىء من حولنا لكن الله سلم وانزاحت الغمة.
وأضاف هانى سبق وحذرت من سيطرة هذه الشركات خاصة أن أكثر الذين تضرروا منها هم نجوم الغناء المصرى الا صوتين هما عمرو دياب وشيرين ولا يجوز أن يختزل الغناء المصرى فى صوتين فقط مع احترامى لهما خاصة أننى أحب صوت شيرين. لكن اختصار ال90 مليون فى اسمين فقط شىء غير منطقى تماما. لذلك لم يكن لنا إلا الله.
وأشار هانى: لا أعرف سبب تغير موقف روتانا منى حيث كانت تربطنى علاقة جيدة بالوليد بن طلال وعندما كنت أشارك فى جرش وقرطاج فى الماضى كان يتصل بى ويكون أول من يهنئنى، فجاة ظهر وجه آخر.
وأضاف هانى أن بعض المسئولين المصريين تسببوا فى ذلك لأنهم لم يدعموا المطرب المصرى فى هذه الأوقات العصيبة بل تركونا نواجه هذه الحروب بمفردنا. فالكل فى مصر كان يهتم بالكرة فقط رغم أن تاريخنا كدولة لها الريادة كان فى الفن خاصة الغناء. لكن للأسف كنت أشعر أن هناك من يحول تدمير الفن المصرى لصاح آخرين.
وأضاف هانى أتمنى أن يضع المسئولون المصريون أمام أعينهم ما تفعله تونس الآن فى المهرجانات فهى تكافح كل ألوان الغناء الهابط. هم مصممون على عودة الغناء الهادف والدليل قرطاج الذى شهد فى سنواته الأخيرة قبل الثورة التونسية وقوف أسماء لا تليق بهذا المسرح العريق.
وأشار هانى شاكر أن تصميم وزارة الثقافة التونسية على إقامة المهرجان فى موعده الشهر القادم دليل على قوة الارادة فى عودة الحياة الطبيعية لهذا الوطن العزيز على قلوب كل عربى. وأتمنى أن يعود الهدوء سريعا لتونس ولكل الأقطار العربية حتى تعود عجلة الإنتاج. لأننا لو استسلمنا لمسألة فرض الرأى بالقوة لن تقوم للشعوب العربيه قائمة.
وحول تصميم إدارة المهرجان بدعم من الوزير التونسى لعدم دعوة اسماء بعينها للغناء لانتمائهم للغناء العارى.. قال انه معه تماما خاصة ان قرطاج مهرجان اصيل وكل ما يقدم عليه يجب ان يكون فى مستوى عراقته ولكن فيما يتعلق بشيرين وتامر حسنى اتمنى اعادة النظر فيهما ليسا لأنهما مصريان ولكن لأنهما بالفعل يقدمان غناء سليما ولهما نجاحات. انا ضد التعميم ولكن مع حسن الاختيار القائم على قواعد وهذا ما أتمناه فى مصر ايضا.
وحول عملية الخلط بين حرية الإبداع بنوعيها الفكر والعرى قال هانى: حرية الإبداع لا تعنى نشر الهابط من الغناء انا مع رفع سقف الحرية إلى أعلى مستوى من حيث الأفكار وطرح القضايا لكننى ضده تماما إذا كان المقصود به هو تصوير مشاهد عارية يكون بطلها السرير أو الخلط بين الشباب فى الحفلات مما يؤدى إلى ما يحدث من تحرش وأتمنى من المطالبين بحرية الإبداع أن يعوا تماما قيمته فى طرح قضية ما تهم الوطن والمواطن. وخطورته على شبابنا عندما يكون الإبداع هو تلك الأفلام التى انتشرت خلال السنوات الأخيرة وهى خادشة للحياء. ولا أعلم ماذا حدث للسينما وللأغانى المصورة؟! السنيما فى الماضى كانت تقدم قضايا مهمة وكان بها مشاهد عرى لكنها لم تكن بتلك الفجاجة التى تحدث الآن. كنا نشاهد هند رستم وهى تقدم الإغراء وكذلك شادية ونادية لطفى وهدى سلطان فى بعض أفلامهن لكن الإغراء كان له هدف وفلسفة.
وعن حفل مهرجان الموسيقى العربية وهو الأول فى مصر بعد غياب قال: ابتعدت كثيرا عن جمهورى الحبيب فى مصر والحمد لله أن العودة ستكون مع مهرجان نتمناه دائما أن يظل مساندا لكل الأصوات الجادة التى تقدم الغناء الهادف. وسيكون برنامجى هو مزيج بين أعمالى القديمة والحديثة وبعض أعمال كبار المطربين كما تعود منى جمهور المهرجان والأوبرا.
وحول مستقبل الفن فى مصر فى ظل رئيس جديد قال: «أتمنى من الرئيس الجديد ان يعى ويقدر قيمة الفن. لأننا به أصبحنا رواد العالم العربى فى الغناء والدراما والسينما. وخلال السنوات الأخيرة الماضية لم نجد دعما للفن المصرى مما أدى إلى تراجع كبير بين الدول العربية. وهذا ليس لعدم وجود مواهب، بالعكس مصر بها أجيال كثيرة بداية من جيلى ونهاية بجيل مى فاروق وآمال ماهر وريهام عبدالحكيم وغيرهن. فى عصر عبدالناصر كنا نشكل وجدان الأمة العربية بأم كلثوم وعبدالوهاب وحليم. لأنه كرئيس كان يعى قيمة الفن، الآن نريد عودة هذا الاهتمام.
أتمنى أيضا من القنوات الغنائية أن تلتزم أكثر فالغناء ليس رقصة أو أغنيه مصورة فى غرف النوم. وأقول لهم تسببتم فى انهيار الغناء وأسأتم لمعنى كلمة الغناء وعليكم فى العهد الجديد أن تسطروا تاريخا جديدا يثبت أن لدينا غناء محترما وجادا. حتى تعود مصر إلى مجدها.. أتمنى أن تراعوا الله فيما تقدمون.