بعد يومين من إسقاط نظام الرئيس السورى، بشار الأسد، طائرة «استطلاع» تركية دخلت الأجواء السورية، ترددت أنباء عن استعدادات بريطانية لضربات جوية دعما لتركيا، فيما أفاد العقيد الطيار السورى المنشق، حسن مرعى الحمادة، بأن طيران الاحتلال الإسرائيلى اخترق الأجواء السورية عدة مرات، ولم تصدر القيادة أوامر بالتعامل مع هذا الخرق، بينما تأمر بإسقاط طائرات الطيارين المنشقين. ففى صفحته على موقع «فيس بوك»، كتب الحمادة، بعد لجوءه بطائرته إلى الأردن: «أتحدى هذا النظام السفاح أن يكشف أن الطائرات الاسرائيلية اخترقت الأجواء السورية الشهر الماضى ثلاث مرات، ولم يصدر أى أمر من النظام العميل بإنزالها، أما الآن فهو إنزل طائرات سورية؛ لأن طياريها رفضوا قتل الأطفال السوريين، الذين يحلمون بحياة حرة وكريمة».
وبعد الحمادة، انشق ثلاثة طيارين عسكريين آخرين عن النظام، وتمكنوا من دخول الأراضى الأردنية عبر الشريط الحدودى بطريقة غير شرعية، بحسب صحيفة «العرب اليوم» الأردنية أمس. وعن الطائرة التركية، التى اتهمتها دمشق بخرق المجال الجوى السورى، صرح وزير الخارجية التركى، أحمد داود أوغلو، لشبكة التليفزيون الحكومية «تى آر تى» أمس، قائلا: «حسب استنتاجاتنا طائرتنا أسقطت فى المجال الجوى الدولى».
وبحسب صحيفة «ديلى ستار صندى» البريطانية أمس، فإن بريطانيا وضعت مقاتلات على أهبة الاستعداد للمشاركة فى أى هجوم جوى على سوريا خلال الأسابيع المقبلة، دعما لحليفتها فى حلف شمال الأطلنطى (الناتو)، تركيا، مضيفة أن دولا أخرى، كالولايات المتحدة، سيتم إقناعها بالمشاركة أيضا.
وخشية أعمال انتقامية بين أنقرة، الداعمة للاحتجاجات الشعبية المطالبة بإسقاط النظام السورى، وبين دمشق، دعت إيران، حليف الأسد، الجانبين إلى «ضبط النفس والهدوء، وتسوية المسألة بالحوار».
غير أن الناشط السورى، مازن الحورانى، استبعد فى اتصال مع «الشروق» أن «تقدم تركيا على رد عسكرى، لكون روسيا، حليفة الأسد، لن تقف مكتوفة الأيدى..
ومنذ بداية المجازر بحق السوريين تتوعد أنقرة نظام الأسد، لكن بلا أفعال»، معربا عن أمله «فى ضربات جوية على المواقع الحيوية لهذا النظام».
وخلال عمليات عسكرية للقوات النظامية أمس، قتل عشرون شخصا، بينهم ما لا يقل عن 16 جنديا فى اشتباكات متفرقة بمحافظة حلب (شمال)، بينما أعلنت جماعة معارضة عن أسر 11 جنديا نظاميا فى ريف دمشق، بحسب المرصد الصورى لحقوق الإنسان.
ويردد النظام السورى أن قواته تطارد فقط ما يقول إنها «عصابات إرهابية مسلحة قتلت أكثر من ثلاثة آلاف من عناصر الجيش والأمن»، وهو ما تنفيه المعارضة، محملة هذه القوات المسئولية عن استشهاد نحو 17300 مدنى، بينهم أكثر من 3800 منذ إعلان وقف إطلاق النار فى 12 أبريل الماضى.