أكد الرئيس التركي عبد الله جول أمس ان بلاده ستتخذ الخطوات اللازمة تجاه سوريا اثر اسقاطها مقاتلة تركية، لكنه لم يوضح طبيعة هذه الخطوات. ونقلت وسائل اعلام تركية عن الرئيس التركي قوله أنه لا يمكن تجاهل حقيقة ان سوريا أسقطت مقاتلة تركية وقال ان كل ما يتعين فعله في اعقاب الحادث سيتم اتخاذه. في الوقت نفسه، ذكرت قناة (ان. تي. في) التركية ان وزير الخارجية احمد داود أوغلو عقد اجتماعا أمس مع نائب رئيس هيئة الأركان. في حين، ناشد السكرتير العام للامم المتحدة بان كي مون كلا من سوريا وتركيا ضبط النفس والتعامل مع الواقعة عبر القنوات السياسية. فقد قال الرئيس التركي ان التحقيق سيركز علي ما اذا كان اسقاط الطائرة تم داخل الحدود التركية ام لا، وقال انه بما ان العواقب قد تكون خطيرة للغاية ، فإنه لن تكون هناك بيان واضح قبل التدقيق في تفاصيل الحادث. وأشار الي انه تم العثور علي اجزاء من حطام المقاتلة. واوضح ان الطائرة انتهكت علي ما يبدو لفترة قصيرة المجال الجوي السوري بسبب سرعتها الكبيرة، وان ذلك لا ينطوي علي "سوء نية".وذكرت قناة (ان. تي. في) ان عناصر من خفر السواحل التركي والسوري واصلوا أمس لليوم الثاني عمليات البحث عن طاقم الطائرة المفقود المكون من طيارين اثنين. وبعد اجتماع أزمة في العاصمة التركية أنقرة قال رئيس الوزراء التركي رجيب طيب اردوغان ان "تركيا ستعلن موقفها النهائي وستتخذ بعزم الاجراءات الواجب تبنيها حين يتم كشف الحقيقة كاملة حول هذا الحادث". من جانبه، أكد كبير مستشاري الرئيس التركي في تصريح خاص لقناة (الجزيرة) ان بلاده لن تتخذ خطوات انفعالية سريعة لكنه أكد انه يجب التعامل مع هذه المسألة بكل حزم وشدد علي ضرورة عدم استباق نتائج التحقيقات الجارية واوضح ان الطائرة هي طائرة استطلاع غير مسلحة كانت في جولة روتينية علي الحدود التركية وفوق المياه الدولية. وقال انه لا يمكن اعتبار اسقاط الطائرة التركية خطأ غير مقصود مشيرا الي انه في حالة دخول طائرة مسافة قصيرة جدا من المجال الجوي لدولة اخري فإنه يتم تحذيرها أو تقلع طائرات لحثها علي الرجوع. وأكد انه لا يمكن قبول الرواية السورية عن سقوط الطائرة. وكانت دمشق قد أشارت الي ان هدفا جويا مجهول الهوية اخترق مجالها الجوي فتصدت له وسائط الدفاع الجوي واصابته اصابة مباشرة فسقط في البحر" قبل ان يتبين لاحقا أن الهدف كان طائرة عسكرية تركية دخلت المجال الجوي السوري وتم التعامل معها وفق القوانين المرعية. في سياق خر، قال مصدر حكومي اردني ان عائلة الطيار السوري المنشق الذي هبط بمقاتلته في الاردن يوم الخميس الماضي، كانت قد سبقته بدخول الاراضي الاردنية قبل ايام. وكانت واشنطن قد اعتبرت انشقاق الطيار "لحظة مهمة" في النزاع، ودعت فرنسا افراد القوات النظامية السورية للانشقاق. في سياق اخر، اصدر الرئيس السوري بشار الأسد أمس مرسوما تشكيل الحكومة الجديدة برئاسة رياض حجاب، وقال التلفزيون السوري ان وزراء الخارجية والمغتربين، والدفاع، والداخلية احتفظوا بمناصبهم. ميدانيا، أعلنت الشبكة السورية لحقوق الإنسان مقتل 25 شخصا أمس في حين قال المرصد السوري لحقوق الإنسان ان حصيلة قتلي أمس الأول ارتفعت الي 96 شخصا وذلك تزامنا مع تظاهر عشرات الآلاف من السوريين المناهضين للنظام أمس الأول. وقال مكتب تنسيق الشئون الانسانية التابع للامم المتحدة ان التقديرات الحالية تشير الي ان مليونا ونصف مليون يحتاجون للمساعدة الانسانية في سوريا.